البحار السبعة.. الغزل الأمريكي الذي قاد الإخوان لاحتلال سقطرى
"من يسيطر على سقطرى يمتلك السيطرة على البحار السبعة في العالم، ومن يحقق السيادة البحرية في المحيط الهندي سيكون لاعبًا بارزًا على الساحة الدولية".. أيقنت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية القول الشهير لضابط البحرية والخبير الجيوستراتيجي في البحرية الأمريكية ألفريد ثاير ماهان عندما تغزّل في محافظة أرخبيل سقطرى.
المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية تنفذ مخططًا إرهابيًّا يستهدف السيطرة على ثروات المحافظة، عبر احتلال غاشم لم يخلُ من أبشع صنوف الاعتداءات على المستويين الأمني والحياتي.
ويومًا بعد يوم، تتفاقم موجات الغضب من المليشيات الإخوانية المحتلة لمحافظة أرخبيل سقطرى، حيث تحدّثت صحيفة "العرب" اليوم الجمعة، عن حالة السخط الشعبي في سقطرى من محاولات تنظيم الإخوان فرض سيطرته على الجزيرة بسلطة الأمر الواقع.
وقالت الصحيفة: "تترسّخ في جزيرة سقطرى حالة من الرفض العام لسيطرة جماعة الإخوان.. الأوساط الشعبية سبق لها أن عبّرت عبر سلسلة من التظاهرات والاعتصامات عن رفضها القبول بسلطة الأمر الواقع التي حاولت مليشيا الإخوان التابعة لحزب الإصلاح فرضها على الأهالي".
وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى التحاق الكتيبة الثالثة التابعة للواء الأول مشاة بحري، بكتيبة حرس الشواطئ في الجزيرة التي كانت قد أعلنت في فبراير الجاري رفضها تلقي الأوامر من الإخوان وأعلنت الولاء للمجلس الانتقالي، مؤكدة أن القوات الخاصة قد اتّخذت بدورها نفس القرار.
وشددت الصحيفة على أنّ أهالي سقطرى يتهمون القيادات الإخوانية بممارسة الترهيب والضغط على المدنيين والعسكريين على خلفية موقفهم المؤيد للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتزايدت الأطماع الإخوانية لمحافظة أرخبيل سقطرى بسبب الأهمية البالغة لجغرافيتها السياسية بكل تفاصيلها العسكرية والاقتصادية والأمنية.
وتعد سقطرى ممرًا إجباريًا يتيح الوصول للمحيط الهندي والمحيط الهادئ وبوابة دخول للقرن الإفريقي، بالإضافة إلى كونها منفذًا هامًا يربط غرب وشرق آسيا بقارة إفريقيا وأوروبا، ما يعني أنّ أي قوة عسكرية في العالم تتمكن من بناء قاعدة عسكرية في سقطرى، ستكون المسيطرة على أهم المضايق المائية في العالم، وهما "هرمز" وباب المندب، والذي بدوره يؤثر على الملاحة في قناة السويس، ومضيق ملقا الذي يفصل بين إندونيسيا وماليزيا.
ويمكن القول إنّه من باب هذه الأهمية تأتي خطورة الدور المتنامي للمحور الإخواني برعاية قطر وتركيا في سقطرى، من خلال تعزيز نفوذ حزب الإصلاح في المحافظة.
إدراكًا لذلك، تتعرّض سقطرى لمؤامرة إخوانية يُنفِّذها المحافظ رمزي محروس، الذي يعمل على فرض الهيمنة الإخوانية على المحافظة، وتمكين عناصر حزب الإصلاح من مناصب نافذة في المحافظة، ضمن المحاولات الإخوانية المستمرة للسيطرة على مفاصل الجنوب.
لا يقتصر الأمر على الصعيد الإداري، بل يتطرّق الأمر إلى مؤامرة عسكرية تنفذها المليشيات الإخوانية المحتلة للمحافظة التي تستهدف المواطنين بشكل مباشر، وتعمل على تقوية نفوذ حزب الإصلاح في أرض المحافظة الجنوبية.
خدميًّا أيضًا، فإنّ السلطة الإخوانية المحتلة لسقطرى لا تُعير أي اهتمام باحتياجات أهالي المحافظة، بل وتتعمَّد افتعال الكثير من الأزمات من أجل مضاعفة الأعباء على شعب الجنوب، في وقتٍ يُكثِّف فيه ممارسات تمكين الإخوان.
كما يملك المحافظ الإخواني علاقات نافذة مع جماعات إرهابية، حيث ظهر قبل أيام في شوارع مدينة أسطنبول التركية، بمعية قيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي، مدعوم قطريًّا، يُدعى عادل الحسني.
وعقد محروس اجتماعات مكثفة مع عدد من القيادات الإخوانية الهاربة إلى تركيا، بهدف التنسيق في خلق حالة من الفوضى وفق أجندات معادية للتحالف العربي، بدعم قطري تركي.