تشريد سكان الدريهمي.. بشاعة جديدة في سجل الإجرام الحوثي

الجمعة 28 فبراير 2020 19:02:28
testus -US

يُمثل التشريد والتهجير القسري أحد أبشع صنوف الاعتداءات التي تمارسها المليشيات الحوثية الموالية لإيران، في مختلف المناطق التي تنشط بها والخاضعة لسيطرتها، على النحو الذي يقوِّي من نفوذها في هذه المناطق.

ففي واقعة جديدة تضاف إلى سجل الإجرام الحوثي، أقدمت المليشيات على تشريد وتهجير سكان القرى الواقعة تحت سيطرتها شرق مدينة الدريهمي، جنوب الحديدة.

ودأبت المليشيات الإرهابية على ارتكاب جرائم وحشية بشكل يومي، بحق الأهالي في المنطقة المنكوبة.

وأكّدت مصادر مطلعة أنّ المليشيات الحوثية هجّرت وشرّدت أهالي قريتي المنقم، والجريبة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين شرق مدينة الدريهمي، وأوضحت أنّ المليشيات دفعت بتعزيزات عسكرية وعشرات الأطقم إلى القريتين من أجل استحداث مواقع جديدة وتحويل منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية لها.

يعتبر التهجير القسري إحدى الوسائل التي اتبعتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران من أجل تعزيز سيطرتها وهيمنتها على مختلف المناطق.

وقبل أيام، أقدمت مليشيا الحوثي على تهجير العشرات من أهالي مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء، وتحديدًا من أهالي منطقة بركان.

وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات الحوثية لجأت إلى تهجير العشرات من الأسر إلى مناطق لودر ومحافظة البيضاء، وسط انتهاكات بشعة يمارسها هذا الفصيل الإرهابي.

وعملت المليشيات الحوثية على تعزيز سيطرتها على المناطق الخاضعة لها، وذلك عبر تغيير ديمغرافي، يخدم الأجندة الإيرانية في المقام الأول.

التهجير القسري يعتبر من أخطر أشكال هذا التغيير منذ عمليات التهجير في صعدة ودماج، ومرورًا بمثيلاتها في عمران وتعز، وما يحدث من تهجير وملاحقة للمعارضين في مناطق سيطرتهم، يؤكد أنه محاولة حوثية لتجريف التغيير الديموغرافي.

وارتكبت المليشيات الحوثية انتهاكات عديدة لما ورد في الفقرة 79 من إعلان ديربان، حيث تقوم بتهجير السكان من منازلهم ومدنهم بسبب الاختلاف تكريسًا للعنصرية، كما تعمد المليشيات إلى ارتكاب جرائم إبادة وتطهير وتهجير، مبنية منهجيًّا على أسس عرقية ومذهبية.

هذه السيطرة الديمغرافية الحوثية يمكن القول إنّها تضمن للمليشيات الحوثية نفوذًا وسيطرة في مناطق مهمة، حتى في مرحلة ما بعد الحرب، ما يُمكِّن الانقلابيين من استغلال هذا الأمر لصالحهم على صعيد واسع.

ومع مطلع عام 2014، كان الحوثيون يقدمون على ارتكاب سلسلة من جرائم التهجير القسري بحق أبناء دماج في صعدة، ومعهم المئات من طلاب العلم، وحسب الإحصاءات فإن 15 ألف شخص أرغموا على مغادرة منازلهم ومزارعهم تحت وطأة القصف والحصار الذي فرضه عليهم الحوثيون لقرابة مئة يوم على منطقة دماج في المحافظة.

ووصل الحوثيون إلى محافظة عمران منتصف العام 2014 لتصل معهم جرائم التهجير القسري، فهجرت المليشيات عشرات الآلاف من السكان من مختلف المديريات، والآلاف من الأسر أصبحت تبحث عن مأوى، ووصلت جرائم الحوثيين إلى مختلف المحافظات التي وصلت إليها مليشياتهم.