الحضرمي الذي لخَّص عبث الحوثي والشرعية
رأي المشهد العربي
مثَّلت تصريحات المغازلة التي وجّهها وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي للمليشيات الحوثية، حجم التقارب بين هذين المكونين على النحو الذي يُمثّل عداءً مباشرًا وصريحًا سواء للجنوب أو للتحالف العربي.
الحضرمي ظهر في لقاء تلفزيوني قبل أيام، وتحدّث بلهجة ناعمة عن الحوثيين، وعن افتخاره بانتمائه العرقي إليهم، ودعاهم للحوار والسلام، بل وأكّد استعداد الشرعية لإشراك الحوثيين في السلطة.
لم يكتفِ الحضرمي بذلك، بل واصل مخطط هجوم "الشرعية" على الجنوب، وأماط اللثام عن تحالف الحوثي والشرعية من أجل معاداة الجنوب والنيل من أمنه واستقراره.
تصريحات الحضرمي لم تحمل جديدًا، بقدر ما أضفت جانبًا رسميًا على موقف حكومة الشرعية من الحرب الراهنة، وكيف أنّها تقاربت مع المليشيات الحوثية على الرغم من الدعم الهائل الذي قدّمه لها التحالف العربي طوال السنوات الماضية.
التقارب المروّع بين الحوثيين والشرعية زادت وكثرت أدلته على مدار الأشهر القليلة الماضية في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض في نوفمبر الماضي، الذي وقعته الحكومة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد كان الهدف الأول لهذا الاتفاق هو ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، إلا أنّ الخروقات الإخوانية لبنود الاتفاق قد أفشلت هذا المسار على الأقل حتى الآن.
كل ما حدث ويحدث وربما سيحدث في الفترة المقبلة يعطي دليلًا واضحًا للعيان بأنّ بوصلة حكومة الشرعية ليست إلى صنعاء لتحرير عاصمتهم من الحوثيين، بل توجّهوا نحو الجنوب وعاصمته عدن من أجل النيل من أمنه واستقراره.
يعني كل ذلك أنّ استمرار حكومة الشرعية بوضعها الراهن فيما يتعلق باختراقها من قِبل حزب الإصلاح الإخواني سيظل حجر عثرة أمام القضاء على المشروع الحوثي، كما أنّه أمرٌ سيظل يُشكل خطرًا على أمن الجنوب، وهو أمرٌ لن يقبل به الجنوبيون قادةً وشعبًا.