الشرعية وسنوات الضياع.. الحرب المزعومة على الحوثيين
مثَّل الاختراق الإخواني لحكومة الشرعية أحد الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى تعقيد الأزمة الراهنة، وإطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.
فعلى الرغم من حجم الدعم الضخم الذي نالته حكومة الشرعية من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إلا أنّ هذه الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح ردّت على هذا الدعم بسلسلة طويلة من الطعنات الغادرة ما كبّد التحالف تأخُر حسم الحرب.
ورغم ادعاء حكومة الشرعية الوقوف ضد المشروع الحوثي، إلا أنّها عملت على التقارب مع المليشيات سرًا وعلنًا، عبر تسليمهم مواقع استراتيجية أو تجميد جبهات أخرى، على النحو الذي أطال أمد الحرب.
في الوقت نفسه، صوّبت حكومة الشرعية عداءها تجاه الجنوب وعملت على استهداف أرضه وشعبه على مدار الوقت، وأصبحت بوصلة الشرعية متوجهة نحو العاصمة عدن وليست نحو صنعاء.
كما عمل قادة حزب الإصلاح النافذون في حكومة الشرعية على تكوين ثروات مالية طائلة عبر جرائم فساد ضخمة ضاعفت من الأزمة الإنسانية.
يعني ذلك أنّه من الضروري استئصال نفوذ حزب الإصلاح من معسكر الشرعية وذلك من أجل ضبط بوصلة الحرب بعدما شوّهها الحزب الإخواني.
يتفق مع ذلك المحلل السياسي الدكتور حسين لقور الذي قال إنّ التحالف العربي استطاع من خلال حرب اليمن وسيلة لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة بأكملها، مشيرًا إلى أن القوى اليمنية بالشرعية لم تكن ترغب في مواجهة مليشيات الحوثي وهو ما أثبتته سنوات الحرب.
وكتب عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ما لم يدركه الجميع هو أن التحالف الذي فرضت عليه حرب الضرورة قد استطاع أن يديرها بطريقة تفرز فيها مواقف الجميع كما هي حقيقة".
وأضاف: "استطاع التحالف أن يجعل من هذه الحرب وسيلة لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة بأكملها ووضع خطط بعيدة المدى لكي تصبح فاعل أساسي في رسم السياسة إقليميًا ودوليًا".
وتابع: "ما لم يظهر للكل في بدايات هذه الحرب، بدأ يتكشف من السنة الأولى لها. يمنيًا ظهر بجلاء أن القوى اليمنية في الشرعية لم تكن ترغب في مواجهة تحالف عفاش-الحوثي وهو ما أثبتته سنوات الحرب الخمس. إقليميًا ظهر للجميع المواقف المنافقة لدول إقليمية أنها كانت تريد توريط التحالف في حرب لا تنتهي".