شرعية فاحت رائحتها.. صفقة ذخائر فضحت التنسيق الحوثي - الإخواني

الجمعة 6 مارس 2020 22:07:04
testus -US

حملت الأيام القليلة الماضية، كثيرًا من الفضائح التي انهالت على حكومة الشرعية، بعدما ارتكبت هذا الفصيل كثيرًا من الخيانات فيما يتعلق بعلاقاته النافذة مع المليشيات الحوثية.

علاقات الشرعية مع الحوثيين مثّلت طعنة غادرة من قِبل الحكومة في تعاطيها مع مجريات الأزمة الراهنة، حيث انخرطت الشرعية في تعاون سيئ السمعة مع الحوثيين في استهداف الجنوب ومعاداته.

أحد الأدلة التي فضحت هذا الواقع، فقد كشفت مصادر خفايا شحنة الأسلحة والذخائر، التي حاول سائق سيارة تهريبها، قبل أيام، إلى مليشيا الحوثي في تعز، من الجزء الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان بالمحافظة نفسها.

المصادر قالت في تصريحاتٍ لـ"المشهد العربي"، إنّ السائق اعترف خلال التحقيقات التي تجريها وحدة من اللواء 35 مدرع، بأن قيادات عسكرية تنتمي لقوات الشرعية، تابعة لمليشيا الإخوان في تعز، سهلت له عملية التهريب.

ورجحت المصادر إعلان أسماء قيادات قوات الشرعية المتورطة في عمليات تهريب أسلحة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، مع استمرار التحقيقات.

وكانت نقطة عسكرية تابعة للواء 35 مدرع، قد ضبطت سيارة محملة بالذخائر، في جبهة الأقروض بريف تعز الجنوبي، كانت متجهة إلى مليشيات الحوثي في منطقة الحوبان، يوم الثلاثاء الماضي.

تفضح هذه المعلومات الكم الكبير من العبث الذي تدير به حكومة الشرعية المشهد الراهن، وقدر تنسيقها وتحالفها مع الحوثيين من أجل استهداف الجنوب وحق شعبه نحو تقارير مصيره واسترداد دولته عبر فك الارتباك.

لعل الجريمة الأحدث في هذا السياق كان التآمر الإخواني في محافظة الجوف، عندما أقدم قوات الشرعية على تسليمها للحوثيين، ضمن مخطط لا يستهدف الجنوب وحسب بل يعادي التحالف العربي أيضًا.

وسيطرت مليشيا الحوثي، على مدينة الحزم، مركز المحافظة، وكذا على مديرية الغيل، وتقدمت صوب محافظة مأرب.

"السهولة" التي سيطرت بها المليشيات الحوثية على هذه المناطق أثارت كثيرًا من التساؤلات حول كيفية هذه السيطرة، والأسباب التي دفعت حزب الإصلاح إلى هذه الخيانة الجديدة.

مصادر محلية كشفت أنّ مخازن الجيش الخاضع لنفوذ الإخوان تمّ إفراغها من الأسلحة، بعد نهبها من قِبل جهات معروفة.

وأضافت المصادر أنّ مليشيا الحوثي تقدمت بسهولة في مركز المحافظة، ثم تمكنت من دخول مدينة الحزم دون قتال، بعد انسحاب قوات الشرعية ومقاتلي القبائل المساندة لها، من المدينة نحو محافظة مأرب.

وكشفت المصادر عن انسحاب محافظ الجوف، أمين العكيمي، وجميع قيادات حزب الإصلاح والجيش ، من المدينة نحو محافظة مأرب، حيث لم تحدث أي مواجهات أو اشتباكات عند دخول مليشيا الحوثي للمدينة.

الخذلان الإخواني في الجوف يأتي تكرارًا لما مارسته الشرعية في حجور والبيضاء وتعز، والتخبط الذي كان واضحًا في معركة نهم الأخيرة.

وتشير كافة التطورات العسكرية إلى أنّه لا يمكن التعويل على حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني في مجريات الحرب وسبل التعاطي معها.

ويعمل حزب الإصلاح على إطالة أمد الحرب باعتباره مرتبحًا بشكل رئيس من استمرار النزاع الراهن، سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو حتى ماليًّا، ومن أجل هذا الغرض يعمل الحزب الإخواني على فتح جبهات جديدة تُمكِّن المليشيات الحوثية من الاستمرار في حربها الشعواء.

المخطط الإخواني في هذا الإطار تضمّن ذلك تقوية علاقاته مع المليشيات الحوثية، وهي علاقات سيئة السمعة مثّلت طعنة غادرة من الفصيل الإرهابي المخترق لحكومة الشرعية بالتحالف العربي، على الرغم من الجهود الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة طوال السنوات الماضية.

وفيما حاول حزب الإصلاح فرض إطار من السرية على علاقاته مع الحوثيين، إلا أنّ هذه العلاقات فُضِح أمرها على صعيد واسع طوال الفترة الماضية، لا سيّما في أعقاب توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.

خذلان قوات الشرعية يفتح جبهات قتال جديدة، ويمكِّن الحوثيين من السيطرة على مناطق عديدة، على النحو الذي يهدِّد أمن المنطقة برمتها وليس اليمن فقط.

خيانات قوات الشرعية أمرٌ غير مستغرب، وقد أثبتت الحكومة أنّ بوصلتها لا تهدف إلى تحرير مناطقها من قبضة الحوثيين، إنما العداء للجنوب والنيل من أمنه واستقراره واستهداف مقدراته.