اتفاق الرياض.. مسار السلام الذي قاده الإخوان إلى أدراج الرياح
بينما أيقنت مختلف الأطراف الإقليمية والدولية الأهمية الكبيرة لاتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، فإنّ "الأخيرة" مارست كثيرًا من الانتهاكات والخروقات من أجل إفشال هذا المسار.
التأكيد على أهمية الاتفاق صدر هذه المرة من الجانب البريطاني، حيث أكّد وزير الخارجية دومينيك راب أهمية تنفيذ اتفاق الرياض، داعيًّا إلى تجاوز التحديات في سبيل استكمال خطواته وبنوده بما ينعكس إيجابا على الشعب.
وأكّد الوزير البريطاني دعم بلاده الحل السياسي للأزمة في اليمن، وأشاد بجهود تحقيق السلام، معربا عن تطلعه إلى أن يتحقق خلال العام الحالي الأمن والاستقرار.
اتفاق الرياض تمّ توقيعه بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، وقد كان هدفه الرئيسي هو ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما عملت حكومة الشرعية على تشويه مسارها طوال السنوات الماضية.
ولأنّ هذا المسار تضمّن استئصالًا كاملًا لنفوذ حزب الإصلاح سياسيًّا وعسكريًّا، فقد ارتكبت المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية كثيرًا من الانتهاكات والخروقات التي أفشلت هذا المسار ووقفت حجر عثر أمام إنجاح هذا الطريق.
وكانت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، قد ناقشت خلال اجتماعها الدوري يوم الأحد الماضي،
خروقات حكومة الشرعية لبنود اتفاق الرياض التي وصلت إلى حد إتخاذ إجراءات مخالفة للاتفاق.
ونبّه المجتمعون إلى تعمُّد حكومة الشرعية تأسيس تشكيلات عسكرية وأمنية جديدة بعد توقيع الاتفاق بخلاف أحكامه، كما طرحت الهيئة ملف التصعيد الإخواني في وادي حضرموت ومحافظتي أبين، وشبوة، وتصاعد عمليات الاغتيال والاعتقال للنشطاء الجنوبيين واستخدام التنظيمات الإرهابية لتنفيذ هذه المخططات.
حذرت هيئة "الانتقالي" من التمادي في اختبار صبر الشعب الجنوبي على ممارسات حكومة الشرعية، مطالبة التحالف العربي بالتدخل العاجل وإلزام حكومة الشرعة بالتراجع عن ممارساتها العدائية.
ولعبت دولة قطر دورًا مباشرًا في العمل على إفشال اتفاق الرياض في محاولة من الدوحة لضمان بقاء النفوذ الإخواني، فقد عملت قطر على تعزيز التنسيق بين الحوثي والإخوان من أجل إنقاذ مستقبل حزب الإصلاح وذلك من خلال إفشال الاتفاق.
قطر إلى جانب تركيا، ترعى مخططًا مريبًا يستهدف التحالف العربي في المقام الأول، على النحو الذي يخدم المصالح الحوثية والإخوانية، ويقوم جزءٌ رئيسٌ من هذا المخطط على استهداف الجنوب وزعزعة أمنه واستقراره.
وعلى ما يبدو نجحت المؤامرة الإخوانية فيما أرداته قطر وهو إفشال اتفاق الرياض، حيث مرّت عدة أشهر على توقيع اتفاق الرياض، دون أن يثمر عن شيء بعدما نالته رصاص الخرق الإخواني.
إقدام "الإصلاح" على انتهاك بنود اتفاق الرياض يرجع إلى مخاوف الحزب الإخواني على مصالحه ونفوذه في المرحلة المقبلة، حيث يتضمَّن الاتفاق بنودًا تقضي على مستقبل الحزب سياسيًّا وعسكريًّا، وهو ما دفع هذا الفصيل الإرهابي إلى العمل على غرس العراقيل المفخخة من إجل إفشال هذا المسار بشكل كامل.