رهان التحالف الرابح.. الجنوب وليس الشرعية
برهنت مجريات التطورات العسكرية على مدار الأشهر والسنوات الماضية، أنّ مكافحة الإرهاب واستئصاله بشكل كامل تكون عبر التعويل على القوات الجنوبية التي أبلت أحسن البلاد في مكافحة التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها المليشيات الحوثية.
فعلى مدار الأشهر الماضية، قدّمت القوات الجنوبية بطولات عظيمة في مكافحة الإرهاب ليس فقط في الجنوب لكنّها أيضًا دافعت عن الأمن القومي العربي عبر التصدي لمثل هذه التنظيمات المتطرفة.
يُستدل على هذا الواقع بنتائج العمليات والبطولات التي قدّمتها القوات الجنوبية عبر طرد الحوثيين من الجنوب شر طردة، واستئصال التنظيمات المتطرفة من أراضيه، دعمًا لجهود التحالف العربي في مكافحة الإرهاب.
في المقابل، فإنّ الواقع العسكري برهن على أنّ التحالف العربي لا يمكنه التعويل على حكومة الشرعية وهي في ظل الاختراق الإخواني عبر حزب الإصلاح فيما يتعلق بالحرب على المليشيات الحوثية، وهذا يرجع إلى أنّ حزب الإصلاح الإخواني ارتكب كثيرًا من الخيانات عبر تسليم مواقع استراتيجية وتجميد جبهات أخرى على النحو الذي مثّل خدمة مباشرةً للحوثيين في صفقات مفضوحة بين هذين الفصيلين الإرهابيين.
يُستدل على ذلك بما جرى في محافظة الجوف مؤخرًا، بعدما تآمرت حكومة الشرعية المخترفة إخوانيًّا من أجل تسليمها للحوثيين، وهو أمرٌ لم يمكن مستغربًا بأي حالٍ من الأحوال امتدادًا لسياسات كثيرًا ما نفّذتها هذه الحكومة على مدار السنوات الماضية؛ طعنًا وغدرًا بالتحالف العربي.
اللافت أنّ الأمر لم يقتصر على خيانات عسكرية مفضوحة في الجبهات، بل أقدمت حكومة الشرعية على التشكيك في نوايا التحالف العربي ومحاولة إلصاق الاتهامات به لتحميله مسؤولية أي فشل تقع فيه حكومة الشرعية.
يتفق مع ذلك الكاتب والمحلل العسكري خالد النسي الذي طالب التحالف العربي بأن يكون الرهان على المقاومة الجنوبية خلال الفترة المقبلة وعدم الاعتماد على حكومة الشرعية.
النسي قال في تغريدة له على "تويتر": "المواقع التي يخسرها الحوثي مقابل المقاومة الجنوبية لا يستعيدها والمواقع التي تخسرها الشرعية مقابل الحوثي لاتستعيدها ".
وأضاف: "هذا يعني أن الجوف سقطت بيد الحوثي دون رجعة وهذا يعني أيضاً أن الرهان على المقاومة الجنوبية رهان كاسب والرهان على الشرعية رهان خاسر يا تحالف".