استهداف نقاط الارتباط.. رصاص الحوثي الذي ينهال على الأمم المتحدة

السبت 14 مارس 2020 15:24:57
testus -US

لم تعد المليشيات الحوثية تشغل بالًا بأي اتهامات دولية تُوجَّه إليها، بعدما تواصلت جرائمها التي استهدفت الأمم المتحدة بشكل مباشر.

ونسفت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مقر نقطة الرقابة الخامسة الواقعة في سيتي ماكس شرق مدينة الحديدة.

ويعتبر تفجير مقر نقطة الارتباط اعتداء جديد لمليشيات الحوثي الإجرامية، على بعثة الأمم المتحدة التي تشرف على نشر نقاط الارتباط بالحديدة.

وانسحب ضباط الارتباط من جميع نقاط المراقبة، الأربعاء الماضي، عقب قنص المليشيات الإرهابية ضابط ارتباط في النقطة نفسها.

ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بسلسلة خروقاتها المتواصلة التي تستهدف إفشال اتفاق السويد، لكنّها عملت كذلك على عرقلة رفع التقارير الأممية التي تفضح هذه الخروقات.

مصادر عسكرية قالت إنّ ضابط الارتباط التابع لمليشيا الحوثي منع الفريق الأممي من رفع تقرير بالخرق الذي أصيب فيه أحد ضباط الجانب الحكومي.

وأقدم محمد جابر الضابط الأقدم لدى مليشيا الحوثي على منع البعثة الأممية من رفع القلم لإدانة أو إصدار أي بيان أو رفع تقرير للأمم المتحدة إلا بعد الرجوع لقيادة المليشيات.

وأضاف أنّ هذا التصرف يؤكد أنّ الأمم المتحدة باتت أداة من أدوات المليشيات التي تشجعها على ارتكاب مزيد من الجرائم وباتت تمثل مظلة لانتهاكاتها الحوثية التي لم تسلم منها حتى بعثة الأمم المتحدة نفسها.

وكانت المليشيات الحوثية قد استهدفت نقطة المراقبة الخامسة في سيتي ماكس، ما أسفر عن إصابة العقيد محمد شرف الصليحي بالرأس أثناء أدائه مهامه ضمن فريق مشترك بإشراف الأمم المتحدة.

من جانبه، وصف رئيس الفريق الحكومي بلجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، اللواء الركن محمد مصلح عيضة، هذا الهجوم بأنّه تصعيد خطير يهدد بنسف اتفاق السويد، ويعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر.

وأضاف أنّ ما قامت به مليشيا الحوثي خرق صارخ لجميع الاتفاقيات والتفاهمات التي تم التوصل إليها على مدى أكثر من عام، مشيرًا إلى ارتكاب هذه المليشيات آلاف الانتهاكات والخروقات منذ صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في الحديدة في 18 ديسمبر 2018.

وأشار إلى أنّ هذا الاعتداء الجبان يضع اتفاق ستوكهولم ومسار السلام في محافظة الحديدة أمام مفترق طرق، متابعًا: "تعرض ممثلي القوات المشتركة في نقاط الرقابة لاستهداف ممنهج من المليشيات الحوثية في تأكيد واضح لرفض هذه المليشيات الجنوح للسلم الذي ننشده.

وطالب الأمم المتحدة والمبعوث الأممي وفريق الرقابة الأممية في الحديدة بتحديد موقف واضح وصريح من مثل هذه الانتهاكات الصارخة لاتفاق ستوكهولم.

وعمدت مليشيا الحوثي على تعطيل عمل نقاط ضباط الارتباط الخمس داخل مدينة الحديدة والمعنية بمراقبة وقف إطلاق النار، والتي قام رئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال جوها والجانب الحكومي والميليشيات الحوثية بنشرها في أواخر أكتوبر الماضي للحد من خروقات وقف إطلاق النار.

ويبدو أن المليشيات الحوثية أعلنت الحرب على هذه النقاط وحولتها إلى أهداف لنيران قناصتها وقذائف مدفعيتها، ونجحت في شل العمل الرقابي لضباط الارتباط، على الرغم أن نقاط الرقابة مكونة من الأطراف الثلاثة وتربطهم غرفة عمليات مشتركة، حيث استخدمت أسلوب العنف والإرهاب واستهداف نقاط الارتباط مباشرة.

ميدانيًّا أيضًا، بدأت المليشيات الحوثية في محافظة الحديدة، حفر الخنادق والمتارس والتحشيد في جبهة الساحل الغربي.

هذه الخطوة جاءت بعد انسحاب نقاط المراقبة على الهدنة إثر قنص أحد أفرادها على يد الحوثيين.

وقالت مصادر محلية إنَّ الحوثيين أرسلوا تعزيزات عسكرية كبيرة من أفراد وآليات استعدادًا للمعركة التي كانت موقفة أمميًّا بهدنة السويد.

وفي الفترة الأخيرة، توسّعت مليشيا الحوثي في عملية حفر الخنادق في محافظة الحديدة، حيث حفرت المليشيات خنادق تصل بين مديريتي زبيد والتحيتا جنوبي الحديدة.

وتمتد الخنادق الطويلة على امتداد الطريق الرابط بين مديريتي زبيد والتحيتا، وتتفرع منه خنادق أخرى باتجاه منطقة السُّويق التابعة لمديرية التحيتا.

ويسعى الحوثيون بنقض الهدنة إلى إشعال المعركة مرة أخرى والتقدم باتجاه مواقع القوات المشتركة، حيث تستغل المليشيات الهدنة من أجل التحشيد والتجهيز والاستعداد لفرض واقع جديد كما هو أسلوب المليشيات.