عن مرجعيّة الوادي ولقائهم مساعد المبعوث الأممي ووطن الإخوان البديل
أنور التميمي
هي ليست بالكيان وليست بالمؤسسة وليست حلف قبلي وليست تجمّع مناطقي وليست مؤسسة منظمة مجتمع مدني وليست ما دون ذلك
أقل ما يمكن أن يُقال عنها أنّها فائضة عن الحاجة ولا مشروعيّة ولا معنى ولا قيمة لها استنادا للعرف والقانون والمنطق السوي .
هي عبء على حضرموت ومصدر شغب كلما تداعى الحضارم لترتيب شيئا مهمّا من أمورهم .
أُريد لها عند النشأة أن تقف حجر عثرة في طريق توحيد الجهد الحضرمي لانتزاع الحقوق . فبعد الهبّة الشعبية وتأسيس حلف قبائل حضرموت الذي صار لاحقا حلف حضرموت ، أعلن رموزها الرئيسيون موقفا مناهضا لمؤتمر حضرموت الجامع ومارسوا نشاطا علنيا ضد مخرجاته ، حاولوا عبثا تسويق موقفهم حينها على أنه موقف أبناء الوادي والصحراء عموما أو على أقل تقدير موقف " القبائل " ولكنهم لم يستطيعوا ذلك بسبب تأييد ومشاركة رموز ومقادمة قبائل كبرى من الوادي والصحراء في أعمال المؤتمرالحضرمي وانخراطهم بفاعلية في لجانه العاملة .
يحتار المراقب لهذا ( الشي ) المسمّى مرجعيّة الوادي في معرفة ملامح بنائه التنظيمي ، فأول ما يتبادر للذهن عند سماع مسمى مرجعيّة هو الإعتقاد بأنّه تجمّع للمرجعيات الحضرمية القبلية ( مقادمة قبائل وأحلاف ، مناصب ، مشائخ ، أعيان ، ... ) لكن الأمر ليس كذلك فالأمر مقتصر على رئيس وأربعة أشخاص فقط ، حتى وأن حضر بعض الأعيان لقاءات جمعتهم بمن نصّبوا أنفسهم " مرجعية " فإن هذه اللقاءات هي لتنسيق الجهود بخصوص حوادث مستجدة تهم حضرموت وليست اعترافا والتزاما بمشروع المرجعية المناهض لمؤتمر حضرموت الجامع والمناهض كذلك للحق الجنوبي في استعادة الدولة .
يتحرّك رموز " المرجعية " وهو مسمى ملتبس بعيدا عن الدور المنوط بهم استنادا للعرف القبلي متجاوزين إرثا أكسبهم هذه المكانة فالبعض منهم يتربّع سنام " المَقْدَمَة " في قبيلته كالشيخ عبدالله بن صالح الكثيري وهو بلاشك محل إجماع كمقدّم للقبيلة ، ولكن ما يقوم به تحت مظلة ما يسمّى بالمرجعية ليس محل إجماع ولا يستطيع أن يمرره على أفراد قبيلته ، لأنهم في حِلٍ من أي التزامات ولو كانت نظريّة خارج دائرة المتوارث العرفي . فإذا كان ما يصدر بإسم رئيس " المرجعية البدعة " ليس محل إجماع قبيلته ، فبالضرورة أن ما يصدر لا يمثّل شيئا ذا قيمة عمليّة أو نظريّة لبقية فئات وطبقات وشرائح المجتمع الحضرمي .
وما يؤكّد ما ذهبنا إليه من أن هؤلاء قد تجاوزوا اختصاصات مسمياتهم وصفاتهم القبليّة ، هو إنخراط رئيس المرجعية الشيخ عبدالله الكثيري في تجمّع سياسي آخر بمسمّى " الإئتلاف الوطني الجنوبي " الذي أسّسه رجل الأعمال المثير للجدل أحمد العيسي بغرض مشاغبة المجلس الانتقالي الجنوبي والتشويش على تحركاته في الخارج ، حيث أسندت للشيخ عبدالله مهمة نائب رئيس الإئتلاف ، بمعنى إن مهمة " المرجعيّة " سياسية استخباراتية بامتياز ولا تقتصر على مشاغبة الحضارم والتشويش على أي موقف جمعي ممكن أن يكون منطلقا لنيل الحقوق ، بل أن الأمر يتعدّى استهداف الحضارم إلى استهداف كل الجنوبيين ، وربّما يمتد هذا ا" التعرّاض " على قول الحضارم إلى الشمال فينبرئ هؤلاء لإعلان مواقف ضد قوى الشمال المناهضة لعلي محسن الأحمر مثلا ، ولا أعتقد أن يختلف أثنان أن مهمة كهذه تجعل أصحاب المرجعية مجرّد مشتغلين بالسياسة وتنفي عنهم صفة المرجعية :
_ فمن صمت ومازال عن جرائم القتل والاستباحة في مناطق صحراء ووادي حضرموت التي بلغت أكثر من 300 جريمة اغتيال قٌيدت جميعها ضد مجهول ، لا يمكن أن يكون مرجعية .
_ ومن شكّل جدار صد لحماية رموز وقادة عسكريّين من خارج حضرموت يتّهمهم الحضارم بالمسؤولية عن القتل والإنفلات الأمني في وادي حضرموت ، لا يمكن أن يكون مرجعيّة .
_ من يتلقّى الأوامر في تحرّكاته من علي محسن لا يمكن أن يكون مرجعيّة .
_ من يهيئ سيئون لتكون وطنا بديلا للفارين من الشمال وعاصمة لدويلة إخوانية بدلا عن مارب الآيلة للسقوط ، لا يمكن أن يكون مرجعيّة .
_ وأسمعوا هذه ايضا لأن فيها القول الفصل الذي يثبت أن هؤلاء باتوا خطرا على حضرموت : من يطلب من مساعد المبعوث الأممي الذي زار سيئون مؤخرا أن يساعد في فصل وادي حضرموت عن ساحلها فهو ليس مرجعية ، بل عدو متربّص ينبغي التصدّي له بكل قوّة .
نعم يا أهلنا في جضرموت !
هؤلاء طالبوا باسمكم ودون علمكم ودرايتكم وضدّا لرغباتكم بفصل الوادي عن الساحل !!!
وعندما سألهم مساعد المندوب عن مسببات هذه المطالب ، قالوا : (( في الساحل سجون سرّية اقامها التحالف ، وقمع وترويع ، ونحن نريد أن نجنّب الوادي والصحراء هذه المآسي )) .
طبعا مساعد المندوب لم يأخذ هذه الإدعاءات محمل الجد وقدّم تقريرا أشاد خلاله بالحالة الأمنية المستقرة في ساحل حضرموت ووصفها بالأفضل على مستوى اليمن .
الأيّام والأحداث ستنزع ما بقي من أوراق التوت عن عورات هؤلاء ، خاصة مع تسارع الأحداث في مأرب والجوف وهروب أو " إنتقال " القيادات الإخوانية إلى وادي حضرموت ....
إستدراك :
تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا دعوة لعقد لقاء وصفه منظموه بالتاريخي سيضم المرجعية وأعضاء مجلس النواب في وادي حضرموت ( مر على انتخابهم 17 عاما ) والمجلس المحلي ، لاتخاذ قرارات وصفوها بالمصيرية .... الله يستر على حضرموت .