حملات تجنيد إجباري.. إرهاب حوثي يزج بالمدنيين في المحارق
من أجل تعويض خسائرها الضخمة في مختلف جبهات القتال، تتوسّع المليشيات الحوثية في ممارسة جريمتها المعتادة التي تتمثّل في تجنيد المدنيين، الذي دفعوا أبشع الأثمان بسبب هذا الجُرم الكبير.
ففي محافظة إب، أطلقت مليشيا الحوثي حملة تجنيد إجبارية في عدة مناطق، للتغطية على خسائرها خلال الفترة الأخيرة.
وألزمت مليشيا الحوثي البلدات في محافظة إب، برفد الجبهات بعناصر منها للقتال في صفوفها، وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات أجبرت كل بلدة على الدفع بأربعة أشخاص من أبنائها كمجندين للقتال معها في بعض الجبهات.
وضمن هذا المخطط الحوثي، توسّعت المليشيات الحوثية في اختطاف المدنيين، ضمن حملات ترهيب تستهدف إثارة الرعب في قلوب المواطنين، سواء من أجل ابتزازهم وجني الأموال منهم من جانب، أو الزج بهم إلى جبهات القتال.
وكانت صحيفة "البيان" الإماراتية قد حذّرت من استمرار مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في منع الآلاف من السكان، من العودة إلى مناطقهم الواقعة تحت سيطرتها، بعد أن تركوا في العراء، وبينهم مرضى وأطفال ونساء، بحجة الحجر الصحي.
جاء ذلك تعقيبًا على احتجاز المليشيات الإرهابية المئات من المسافرين، أغلبهم من العائدين من العمرة، حيث استأجرت في محافظة البيضاء استراحة شعبية رديئة الأثاث والخدمات، وأجبرت المسافرين على البقاء فيها، واكتفت بمنحهم فرشًا صغيرة من الإسفنج.
وأكّد المحتجزون أنّ عناصر المليشيات الإرهابية توقف الحافلات، وترص الركاب في العراء بطريقة مهينة، وأن بعض المحتجزين لم يحصلوا على فرش، حيث تحولت الاستراحة إلى سجن كبير، يضم أكثر من 1500 مسافر.
وأضاف المحتجزون أنّ الاستراحة التي استأجرتها المليشيات الإرهابية في منطقة عفار، صغيرة، لا تتسع إلا لعدد محدود من الأشخاص الأصحاء، فكيف ستكون مناسبة كحجر صحي لمرضى وكبار سن ومسافرين ونساء وأطفال.
وأكّد بعض المسافرين أنهم ينامون في العراء، وبجوار القمامة، ويقضون النهار تحت أشعة الشمس والغبار، والليل في الظلام والبرد، ويأكلون ويشربون ما يتبرع لهم به سكان المنطقة، وأنّ المكان يفتقد للخدمات صحية، وبين المحتجزين مرضى وكبار في السن حالتهم الصحية سيئة، ولا يوجد سوى حمامين، وليس هناك نظافة أو تعقيم، ويزدحم المسافرون للدخول، رجالا ونساء.
ومن غير المستبعد أن يتم الزج بهؤلاء المدنيين المختطفين إلى ساحات القتال، عملًا من المليشيات الحوثية على تعويض خسائرها التي منيت بها في الجبهات.
ولا تُضيِّع المليشيات الحوثية الموالية لإيران أي فرصة تجاه التوسُّع في التجنيد الإجباري والزج بالمدنيين في جبهات القتال لتعويض خسائرها الميدانية الموسعة.
وكان فيروس كورونا والمخاوف التي سبّبها على مستوى العالم وسيلة استغلتها المليشيات الحوثية من أجل تجنيد مزيدٍ من المدنيين وضمهم إلى صفوفها؛ بغية الزج بهم إلى جبهات القتال.
وعلى الرغم من إعلان المليشيات وقف عمل المدارس والجامعات خشية انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أنّها تمضي على قدمٍ وساق في إقامة الفعاليات والاحتفالات الحاشدة في ذكرى مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.
وتصر المليشيات الحوثية على إقامة هذه الفعاليات ذات الصبغة الطائفية في صنعاء وغيرها من المحافظات، مع استغلالها انتشار الفيروس في العالم من أجل استقطاب مزيد من المجندين للقتال في صفوفها، بحجة أنَّ هذا هو السبيل الوحيد لحمايتهم من الإصابة بالمرض.
والمليشيات الحوثية متهمةٌ بأنها تستغل كل جائحة أو وباء فيروسي للاستفادة منه بشتى الطرق والوسائل وتحويله إلى سلعة جديدة يمكن من خلالها التحشيد لجبهاتها القتالية من جهة، وجني ملايين الريالات عبر حملات الابتزاز والنهب المتخذة بحق المدنيين من جهة ثانية.