ظهور باطرفي.. هل يحصًن الإصلاح تنظيم القاعدة في اليمن؟

الأحد 22 مارس 2020 23:48:00
testus -US

بعد شهر تقريباً من إعلان توليه منصب زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، ظهر خالد بن عمر باطرفي، الجمعة الماضية، ليعلن مبايعته لزعيم التنظيم أيمن الظواهري، متوعدا واشنطن بأن يكون تنظيمه "كابوسا يقض مضاجع الأميركان"، وسط تساؤلات عن شكل العلاقة بين التنظيم الإرهابي ومليشيات الإصلاح التي ترتبط بصلات وثيقة مع زعيم التنظيم الجديد.

ويرى مراقبون أن القاعدة التي تلقت هزائم عديدة على يد التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة والقوات الجنوبية على مدار السنوات الماضية قد تكون أمام صحوة جديدة بفعل مليشيات الإصلاح التي تتعاون معها لإثارة الفوضى في مناطق عدة، وذلك في وقت تسعى فيه المليشيات المهيمنة على الشرعية أن تكون في الصفوف الخلفية على أن يتورط التنظيم الإرهابي في عمليات إرهابية بالجنوب وعدد آخر من المحافظات المحررة.

ويذهب البعض للتأكيد على أن الإصلاح أضحى بحاجة إلى تنظيم القاعدة أكثر من أي وقت مضى وذلك بعد أن تلقى انتكاسات عديدة خلال الفترة اللي تعرض فيها التنظيم لخسائر فادحة، ولعل ذلك ما يفسر اختيار زعيم جديد للتنظيم له صلات قوية بمليشيات الإخوان بما يسهًل من عمليات التعاون اللوجيستي بين الطرفين.

وبحسب مراقبين فإن الزعيم الجديد للتنظيم يعد أحد المقربين من القيادي الإرهابي بمليشيات الإصلاح عبدالمجيد الزنداني، وأنه التقى قبل أيام من إعلان تنصيبه بشكل رسمي بعدد من قيادات الإصلاح في مأرب، ما حسم أمر تعيينه بالرغم من أنه ضمن المطلوبين على قائمة الولايات المتحدة الأمريكية وقد يجري استهدافه بسهولة.

ودفع التقارب بين مليشيات الإصلاح وتنظيم القاعدة لأن يقوم الأخير تصنيف قوات الحزام الأمني في أبين واحدة من الأهداف الرئيسية للتنظيم في جزيرة العرب على مدار العامين الماضيين، وجاء في المرتبة الثانية عناصر داعش في البيضاء، في حين جاء في المرتبة الثالثة البعيدة المليشيات الحوثية، على الرغم من أن أيديولوجي القاعدة في شبه الجزيرة العربية يصورونهم الميليشيات كجنود موالين لإيران، غير أن العلاقات مع الإصلاح غيرت من تلك المعادلة.

وخالد باطرفي (45 عاما)، الملقب بـ"أبو مقداد الكندي"، عضو بارز فيما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وأشرف على شبكة إعلامية للتنظيم، وفي 2011، تم اعتقال باطرفي، ووضع في السجن المركزي بالمكلا ، حتى شن مسلحون تابعون للقاعدة هجوما على السجن، وحرروا أكثر من 300 سجين عام 2015، الذي كان من بينهم باطرفي.

وفي يناير 2017، وضعت الخارجية الأميركية خالد باطرفي على قائمة "الإرهابيين العالميين"، وحظرت أصوله وممتلكاته في الولايات المتحدة، ومنعت الأميركيين من التعامل معه.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن في 6 فبراير مقتل الريمي خلال إحدى عمليات "مكافحة الإرهاب" في اليمن، الأمر الذي أقره التنظيم لاحقا.

وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته عن إطلاق نار في كانون ديسمبر في قاعدة بحرية أميركية في فلوريدا أدى إلى مقتل ثلاثة بحارة بيَد ضابط سعودي، وفقا لمركز 'سايت'، وتعتبر الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتّخذ من اليمن مقرا، أخطر فروع القاعدة.

تحت عنوان " تنظيم القاعدة في اليمن يتوعد واشنطن"، سلطت صحيفة العرب الدولية، في تقرير بعددها الصادر اليوم الأحد، الضوء على دلالات ظهور الإرهابي خالد باطرفي، زعيم تنظيم القاعدة في اليمن.

وقالت إن إمكانيات التنظيم الإرهابي تراجعت على مر السنوات مع تتالي الضربات الموجعة التي تلقاها وأدت إلى فقدانه أبرز قادته.

ولفتت إلى اتخاذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من اليمن مقرا له، مشيرة إلى مقتل الإرهابي قاسم الريمي، زعيم التنظيم التكفيري، في غارة أميركية مطلع فبراير الماضي في محافظة البيضاء.

ونقلت عن المحلل المتخصص في شؤون التنظيمات المتطرفة، غريغوري جونسون قوله إن مقتل الريمي حدث مهم، إلا أنه منذ تولّى القيادة في 2015، ضعف الجناح الإرهابي الدولي للتنظيم.