قصف مستمر وكارثة بيئية.. مليشيا الحوثي تحاصر أبرياء الحديدة
تحاصر مليشيا الحوثي آلاف الأبرياء بمحافظة الحديدة بين قصفها المستمر على المدنيين وبين تهديدهم بكارثة إنسانية تهدد حياة الملايين بسبب إمكانية انفجار خزان صافر النفطي، وهو ما من شأنه أن يزيد الأوضاع صعوبة في المحافظة التي تستهدفها المليشيات لتوسيع جرائمها بالبحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية.
وتستمر جرائم المليشيات أمام أنظار المنظمات الأممية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومبعوثها في اليمن الذي لم يحرك ساكناً جراء التصعيد المستمر من جانب المليشيات على مدار الأشهر الماضية، وتستغل المليشيات المدعومة من إيران انشغال العالم بوباء كورونا لتكثف من استهدافها للمدنيين الأبرياء.
ويرى مراقبون أن المليشيات الحوثية تحاول أن تغطي على خسائرها التي مُنيت بها من القوات المشتركة على مدار الأسبوع الماضي، وذلك باستهداف المدنيين لإثارة الزعر والخوف بين نفوسهم، وأن تلك الجرائم تأتي في الوقت الذي أرسلت فيه المليشيات تعزيزات جديدة لانقاذ عناصرها.
وردت القوات المشتركة مساء اليوم الأحد، على قصف شنته مليشيا الحوثي على منازل المواطنين بمدينة حيس في الحديدة، وحققت مدفعية القوات المشتركة إصابات مباشرة في صفوف المليشيات الحوثية، ودمرت ضربات القوات المشتركة، المواقع المُستحدثة للمليشيات الحوثية شرق شمال مركز مدينة حيس.
فيما استقبلت مستشفيات مدينة الحديدة، خلال اليومين الماضيين، بحسب مصادر طبية، 18 قتيلا و 28 جريحا من عناصر مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، ولفتت المصادر إلى أن جميع القتلى والجرحى الحوثيين في مستشفيات الحديدة وصلوا من جبهات الساحل الغربي.
وتمادت المليشيات الإرهابية، خلال الأيام القليلة الماضية، في تصعيد هجماتها على مواقع القوات المشتركة في مختلف الجبهات بالحديدة، إلا أنها تلقت هزائم ساحقة.
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، انتهاكاتها اليومية ضد المواطنين والمنشآت العامة والخاصة في المناطق المحررة التابعة لمحافظة الحديدة.
وشنت مليشيا الحوثي، هجمات متتالية على مدينة حيس خلال الأسبوع الماضي، وقتلت المواطن يحي حسن سعيد جماعي (50 عاما) المقيم في البرح بمدينة حيس، برصاص قناصة أمام منزله.
كما فتحت النار، يوم الأربعاء، على منزل الطفلة زهور عبدالله حندج البالغة (9 سنوات)، ما أدى إلى إصابها بطلق ناري في بطنها، وفي اليوم التالي، أصاب قناصة المليشيا المواطن خالد سعيد المطري بطلق ناري في قدمه اليسرى.
وتشابه المشهد في مديرية الدريهمي، حيث وثق تصوير جوي للقوات المشتركة في 15 مارس، حفر عناصر المليشيا الحوثية الإرهابية الأنفاق بشكل متسارع داخل مزارع المواطنين.
وبعدها بأيام قصفت بأكثر من 40 قذيفة هاون عيار 120 أحياء سكنية وأراضي زراعية مختلفة شرق المدينة، ونالت مديرية التحيتا نصيبها من الانتهاكات البشعة لمليشيا الحوثي.
وجددت مليشيا الحوثي هجومها على منازل المواطنين والأحياء السكنية شرق المدينة بالأسلحة الثقيلة، وكررت هجماتها على الجبلية بعدها بثلاث أيام وتحديدا في 20 مارس، حيث استخدمت الأسلحة المتوسطة وأسلحة البيكا والدوشكا لقصف قرى ومنازل المواطنين.
وفي المقابل، حذرت صحيفة "مكة" السعودية من أن الأضرار الكارثية التي يمكن أن تنتج عن انفجار خزان صافر النفطي ستفاقم معاناة أبناء محافظة الحديدة.
وقدرت تعرض ثلاثة ملايين مواطن في الحديدة للتأثر بغازات سامة، بالإضافة إلى إصابة ستة ملايين مواطن بالتسمم البطئ، وأكدت الصحيفة أن التسرب يهدد بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر.
وأضافت أن الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، ونبهت إلى أن التسرب سيؤدي إلى إغلاق موانئ الحديدة،وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.