سجون الإخوان في تعز.. مجازر سرية لذبح المعارضين
كثفت مليشيات الإصلاح من جرائمها في محافظة تعز التي تسيطر عليها، وذلك في محاولة للتأكيد على أنها قادرة على دحر المعارضين بعد أن تلقت هزائم عدة على جبهات الجوف ونهم ومأرب، ما جعلها تقدم على تحّويل سجونها إلى ما يشبه المجازر السرية لذبح الأبرياء.
على مدار الأشهر الماضية تعددت حالات الوفاة داخل سجون الإصلاح في تعز، والتي كان آخرها، أمس الأحد، بعد أن توفي أحد المختطفين متأثراً بجراحه جراء عمليات التعذيب الوحشي التي تعرض لها.
وأكدت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي" وفاة مجيب أحمد الراجحي، مساء الأحد، في سجن الشرطة العسكرية بتعز الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان، بعد أسابيع من اختطافه.
وكشفت أن المختطف وصل إلى مستشفى الثورة جثة هامدة بعد تعرضه للتعذيب في أحد السجون السرية للشرطة العسكرية.
واختطفت قوة عسكرية – بحسب المصادر - الضحية في أواخر شهر فبراير الماضي، من أمام محل يعمل فيه بمنطقة بير باشا، بذريعة إنه أحد الخلايا الحوثية، وأودعته سجن الشرطة العسكرية، قبل أن يتوفى تحت للتعذيب.
ويعتبر الراجحي حلقة في سلسلة طويلة من ضحايا الاختطاف والإخفاء القسري في سجون مليشيا الإخوان، حيث سبقه أيمن الوهباني الذي توفي تحت التعذيب في سجن محور تعز بعد شهر من اختطافه.
ويخشى أهالي المئات من المختطفين والمخفيين قسراً أن يلقى أبنائهم من نشطاء وصحفيين، جرى اعتقالهم مؤخراً، مصير مشابه للراجحي.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن وجود ما يقرب من ثلاثين سجناً في محافظتي تعز ومأرب شيدتها مليشيات الإصلاح لا تخضع للإشراف القضائي، وأن العناصر الإرهابية التابعة للإصلاح هي من تقوم بالإشراف عليها.
فيما كشفت لجنة حقوقية، مكلفة بمتابعة قضايا المخفيين في تعز، الشهر الماضي، عن جرائم مروعة ترتكبها مليشيات الإصلاح، ووثقت وجود 16 سجنا سريا و70 مخفيا، موضحة أنه منذ سيطرة مليشيات الإخوان على المدنية في العام 2015 لم تفرج سوى عن حالتين أحدهما بترت ساقه واجبر على مغادرة المدينة بعد تهديد أسرته، وأخرى تمت بواسطة الصليب الأحمر الدولي لمصاب بالفشل الكلوي.
وبين الحين والآخر تشن أجهزة الأمن والاستخبارات الإخوانية بالمدينة حملات اعتقالات ومداهمات واسعة على عشرات الفنادق والمنازل داخل المدينة، وتقوم باعتقال العشرات من المواطنين.
وفي شهر أغسطس الماضي، نفذت مليشيات الإصلاح حملة الاعتقالات شملت العديد من القادمين إلى المدينة في نقطتي الضباب والبيرين التي تسيطر عليهما مليشيا الإصلاح، واستهدفت العديد من الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى القادمين للمدينة من الساحل الغربي ومدينة عدن والمحافظات الأخرى.
وقامت مليشيا الإصلاح الإخوانية بإخفاء عشرات المعتقلين في سجون الاستخبارات العسكرية والأمن السياسي والسجون السرية التي تديرها خارج مؤسسات الدولة، كما أن معظم المعتقلين من محافظات أخرى وليسوا من أبناء تعز، وأن أهاليهم لا يعرفون عنهم شيئاً.
واعتبر مراقبون أن ما تقوم به مليشيا الإصلاح بتعز من اعتقالات ومداهمات وإخفاءات قسرية لعشرات المواطنين جريمة جديدة تضاف إلى جرائم المليشيا الإخوانية التي ترتكبها بحق المدنيين في مدينة تعز.
وفي وقت سابق دعت منظمات حقوقية دولية ومحلية إلى التحرك السريع والجاد والعمل من أجل الكشف عن مصير المعتقلين الجدد والمعتقلين السابقين في سجون حزب اﻹصلاح الخاصة أو في سجون الأجهزة الأمنية التي تديرها.