سقوط طهران يدفع الحوثي للاستغاثة بالأمم المتحدة
بالرغم من أن المليشيات الحوثية كانت سبباً مباشراً في تفشي وباء الكوليرا بين اليمنيين وتسببت في وفاة أكثر من 2000 شخص والاشتباه في إصابة أكثر من نصف مليون مواطن، غير أنها لم تدعو يوماً ما إلى وقف الحرب التي بدأتها بانقلابها على الشرعية في العام 2014، غير أن الوضع تغير حالياً بعد أن وجهت استغاثة للأمم المتحدة تطالبها فيها بالتدخل لوقف الحرب للتفرغ إلى مواجهة فيروس "كورونا" المستجد.
ويرى مراقبون أن سقوط طهران وعدم قدرتها على مواجهة فيروس كورونا وتفشيه على نحو واسع داخل البلاد دفع المليشيات الحوثية لطلب وقف الحرب بعد أن توقفت أبواب الدعم التي فتحتها إيران لها طيلة السنوات الماضية، وبدا من الواضح أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الاقتصاد الإيراني قد يدفع لوقف تمويل المليشيات الإرهابية.
ويذهب البعض للتأكيد على أن استغاثة الحوثي تأتي في وقت تعرضت فيه لانتكاسات متتالية في جبهتي الضالع والساحل والغربي، ووجدت أنها قد تجد صعوبة في استمرار هيمنتها على محافظة الحديدة في ظل الأوضاع العالمية الجديدة، وكذلك فإنها حققت جملة من المكاسب في جبهات الشمال بفعل خيانة مليشيات الشرعية ما يجلها حريصة على وقف القتال والحفاظ على ما حققته من مكاسب.
وعا القيادي في مليشيات الحوثي محمد علي الحوثي، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى التدخل إلى وقف العمليات العسكرية في اليمن، كي تتفرغ المليشيات الإرهابية لمواجهة وباء كورونا.
وقال الحوثي عبر حسابه في "تويتر"، اليوم الاثنين، أن وباء كورونا يجتاح العالم مهددا البشرية، ما جعله يدعو مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإيقاف الحرب وما أسماه بـ"العدوان".
وأشار الحوثي إلى أن "الوباء ينتشر بكافة أنحاء العالم ويجب أن تنعم شعوب العالم بالسلام وتتمكن من مكافحة الوباء الخطير".
وجاءت تلك الدعوات في الوقت الذي تجاهلت فيه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران الإجراءات اللازمة لحماية السكان من خطر نبتة "القات" باعتبارها بيئة خصبة لانتشار فيروس "كورونا" المستجدّ، والاكتفاء بنقل أسواقها إلى الهواء الطلق.
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، عن أن مليشيا الحوثي الإرهابية تخشى أن يؤدي إغلاق تلك الأسواق إلى حرمانها من مليارات الريالات التي تتم جبايتها من الباعة والمزارعين على هيئة ضرائب.
وقالت الصحيفة: اكتفت مليشيا الحوثي الإرهابية بنقل أسواق بيع نبتة "القات" إلى أماكن مفتوحة، الأمر الذي يعني بقاء هذه الأسواق ليتجمع فيها مئات الآلاف من الناس.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها، عن عاملين في القطاع الصحي أن خطر أسواق "القات" يكمن في أنها ستسبب كارثة حقيقية في حال انتشار "كورونا" هناك، لأن كثيرا من اقتصاد السوق المحلية يقوم على زراعة هذه النبتة، وتسويقها يوميا، ويعمل في هذا المجال عشرات الآلاف من السكان.
وأوضحت الصحيفة، على لسان المختصين الصحيين، أن قرار مليشيا الحوثي الإرهابية بنقل الأسواق من أماكن مغلقة إلى أماكن مفتوحة لا يفي بالغرض من منع التجمعات الكبيرة التي تشكل بيئة مناسبة لانتقال أي عدوى محتملة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم إعلان مليشيا الحوثي الإرهابية تعليق الدراسة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فإنها تواصل إقامة تجمعات التحشيد والفاعليات الطائفية دون أن تهتم بحياة السكان.