توثيق الجرائم الإخوانية.. الانتقالي يحاصر الشرعية قانونيًّا
تولي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، اهتمامًا كبيرًا بتوثيق الجرائم التي ترتكبها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوبيين، حفظًا لحقوق المواطنين من انتهاكات تطالهم، لن تسقط بالتقادم.
وتعتبر "أرخبيل سقطرى" من بين أكثر محافظات الجنوب التي تتعرض لمؤامرات واعتداءات تنفذها المليشيات الإخوانية التابعة الشرعية على صعيد واسع، حيث تنفذ مخططًا يستهدف النيل من مقدرات المحافظة، فيما تولي القيادة الجنوبية اهتمامًا كبيرًا بتوثيق هذه الجرائم.
ففي أحدث التحركات على هذا الصعيد، طالب المشاركون في ندوة "مفهوم الحقوق والحريات" التي عقدت بمحافظة أرخبيل سقطرى، بتشكيل فريق لرصد الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الإخوان الإرهابية، وعمليات الاعتقال التعسفي الذي تمارسه بحق أبناء المحافظة.
نظمت الندوة، دائرة حقوق الإنسان في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أرخبيل سقطرى، وحضرها رئيس القيادة المحلية للمجلس يحيى مبارك سعيد.
تناولت الندوة بالشرح الحقوق والحريات التي يتمتع بها المواطنون، وتكفلها لهم الشرائع والقوانين، وفي مقدمتها حق التعبير، وحق الانتماء السياسي، والآليات الكفيلة بصونها وحمايتها.
وأصدرت الندوة عددًا من التوصيات المهمة، في مقدمتها تشكيل فريق رصد في المحافظة، تكون مهمته رصد الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الإخوان الإرهابية، وخاصة الاعتقال التعسفي الذي تمارسه بحق أبناء المحافظة.
محافظة سقطرى تتعرّض لمؤامرة إخوانية مفضوحة يقودها المحافظ رمزي محروس؛ بهدف السيطرة على ثروات المحافظة، عبر احتلال غاشم لم يخلُ من أبشع صنوف الاعتداءات على المستويين الأمني والحياتي.
وتزايدت الأطماع الإخوانية لمحافظة أرخبيل سقطرى بسبب الأهمية البالغة لجغرافيتها السياسية بكل تفاصيلها العسكرية والاقتصادية والأمنية.
وتعد سقطرى ممرًا إجباريًا يتيح الوصول للمحيط الهندي والمحيط الهادئ وبوابة دخول للقرن الإفريقي، بالإضافة إلى كونها منفذًا هامًا يربط غرب وشرق آسيا بقارة إفريقيا وأوروبا، ما يعني أنّ أي قوة عسكرية في العالم تتمكن من بناء قاعدة عسكرية في سقطرى، ستكون المسيطرة على أهم المضايق المائية في العالم، وهما "هرمز" وباب المندب، والذي بدوره يؤثر على الملاحة في قناة السويس، ومضيق ملقا الذي يفصل بين إندونيسيا وماليزيا.
ويمكن القول إنّه من باب هذه الأهمية تأتي خطورة الدور المتنامي للمحور الإخواني برعاية قطر وتركيا في سقطرى، من خلال تعزيز نفوذ حزب الإصلاح في المحافظة.
إدراكًا لذلك، تتعرّض سقطرى لمؤامرة إخوانية يُنفِّذها المحافظ رمزي محروس، الذي يعمل على فرض الهيمنة الإخوانية على المحافظة، وتمكين عناصر حزب الإصلاح من مناصب نافذة في المحافظة، ضمن المحاولات الإخوانية المستمرة للسيطرة على مفاصل الجنوب.
لا يقتصر الأمر على الصعيد الإداري، بل يتطرّق الأمر إلى مؤامرة عسكرية تنفذها المليشيات الإخوانية المحتلة للمحافظة التي تستهدف المواطنين بشكل مباشر، وتعمل على تقوية نفوذ حزب الإصلاح في أرض المحافظة الجنوبية.
خدميًّا أيضًا، فإنّ السلطة الإخوانية المحتلة لسقطرى لا تُعير أي اهتمام باحتياجات أهالي المحافظة، بل وتتعمَّد افتعال الكثير من الأزمات من أجل مضاعفة الأعباء على شعب الجنوب، في وقتٍ يُكثِّف فيه ممارسات تمكين الإخوان.
مقابل كل ذلك، تولي القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، اهتمامًا كبيرًا بما يتعلق بتوثيق هذه الجرائم، وذلك حتى لا يضيع حق الجنوبيين ولا يفلت الجناة بجرائمهم البشعة.
حرص المجلس على توثيق هذه الجرائم أمرٌ يحمل الكثير من الأهمية في ظل الحرص على حفظ حقوق الجنوبيين ومخاطبة الجهات المعنية من أجل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروّعة.
وتوثيق الجرائم التي تطال الجنوبيين منذ عقود من قِبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الشمال، أمام المحافل الدولية يحمل أيضًا أهمية كبيرة في مستقبل القضية الجنوبية، فيما يتعلق على وجه التحديد بخدمة القضية وعدالتها أمام المجتمع العالمي.