عاملو الحجر الصحي.. حلقة أخرى في سلسلة الاستهداف الحوثي
لا تفوِّت المليشيات الحوثية الموالية لإيران، أي فرصة لاستهداف القطاع الصحي، على النحو الذي يكشف الوجه الإرهابي للحوثيين.
وشكا أطباء وعاملون في القطاع الصحي، بمحافظة صنعاء وبقية مناطق سيطرة الحوثيين من إجبارهم على النزول إلى مواقع ما تسميها المليشيات "الحجر الصحي" التي استحدثتها في المناطق المحاذية للمحافظات المحررة، رغم عدم قدرة العاملين على تكاليف أجور المواصلات والنقل.
وأكَّد أحد العاملين الصحيين في صنعاء أنّهم يتنقّلون إلى نقاط احتجاز السكان، على نفقاتهم الخاصة، دون أي دعم أو توفير حتى وسيلة نقل، لتقديم خدماتهم لفحص المواطنين، ما يشكل أعباء إضافية هم لا يقدون عليها.
وأضاف: "نعمل بجهود ذاتية، ونضطر إلى اقتراض أجرة النقل، ومصاريف الأكل والشرب، من الأصدقاء والأهل، من أجل أن نقوم بواجبنا، والحوثيون لا يقدمون لنا شيئًا".
وكانت دراسةٌ عن "واقع الخدمات الاجتماعية الأساسية" قد أكّدت أنّ إيقاف مليشيا الحوثي صرف رواتب الموظفين منذ سنوات، شكل أبرز العوامل المحركة لأزمة العاملين الصحيين، إذ هاجرت كثير من الكفاءات الصحية العالية إلى خارج البلاد، ما تسبب بعجز حاد للكادر الصحي وتوقف تقديم الخدمات الطبية في غالبية المرافق الصحية.
وقالت الدراسة إن القطاع الصحي في اليمن يواجه شحة شديدة في العاملين المتخصصين في مستشفيات المديريات ومستشفيات الدرجة الثالثة، و53% من المرافق الصحية تفتقر إلى الأطباء العامين، كما تفتقر 45% من المستشفيات العاملة إلى الأخصائيين.
وأكدت نتائج تقييم وضع الخدمات الصحية أنّ تغطية الخدمات الصحية للسكان انخفضت بصورة كبيرة، والنظام الصحي الحكومي لم يعد مؤهلاً للاستجابة للأوبئة المعدية، ويوجد نقص حاد في الأدوية والمعدات والموظفين، وفي 49 من 267 مديرية، لا يوجد طبيب واحد في المرافق الصحية.
وتكشف نتائج التقييم أنَّ من أصل 3507 مرافق صحي يوجد حوالي 20 % فقط تعمل بطاقتها الكاملة، والبقية لا تعمل جزئيًّا أو كليًّا بسبب أضرار الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية ونهبها الرواتب ونفقات التشغيل.
إجمالًا، دفع القطاع الصحي في اليمن أفدح الأثمان مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، بسبب الجرائم العديدة التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران.
وتعمَّدت المليشيات الحوثية قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمنت المليشيات الحوثية على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.