شرعية في خدمة الحوثي.. حقيقة أطالت أمد الحرب
على الرغم من الفشل الذي أحاط بها من كل اتجاه، إلا أنّ حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني نجحت في مؤامرتها الشريرة التي قامت على تعزيز علاقاتها مع المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
"الشرعية" على الرغم من الدعم الكبير الذي حظيت به من قِبل التحالف العربي على مدار السنوات الماضية، إلا أنّها وجّهت له طعنة غادرة عبر تقاربها مع الحوثيين، في وقتٍ يفترض أن تقف فيه ضد هذه المليشيات الإرهابية لاستعادة أراضيها المغتصبة.
عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية كشف عن أحد أوجه الخيانة التي تمارسها حكومة الشرعية عبرالتواطؤ مع المليشيات الحوثية.
"وضاح" قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "كيف خدمت الشرعية الحوثي؟.. أقالوا بحاح وبدلوه بأسوأ شخصية، سلموا عشرات الألوية بسلاحها للحوثي".
وأضافت: "صرفوا المناصب والترقيات للفاسدين ومولوا كل من يسيء للإمارات والمقاومة التي تواجه الحوثي".
وتابع: "تركوا دعم الجبهات وسخروا كل إمكانياتهم لمواجهة الإنتقالي والإمارات".
ويمكن القول إنّ عداء حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، للتحالف العربي مثّل أحد الأسباب التي كبّدت "الأخير" تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
وجاهرت الشرعية بهذا العداء للتحالف العربي، وانخرطت في تنفيذ أجندة قطرية تركية تعادي التحالف بشكل واضح وصريح، قامت في المقام الأول على تمكين وتقوية النفوذ الإخواني على مختلف الأصعدة.
حكومة الشرعية واصلت الانبطاح أمام الحوثيين، وذلك من خلال تسليم المليشيات مواقع وجبهات استراتيجية، كبَّدت التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
وتمثّلت أحدث الخيانات الإخوانية على الجبهات في تسليم معسكر يافل في محافظة مأرب لسيطرة المليشيات الحوثية، ضمن مؤامرة عدائية تستهدف الجنوب والتحالف العربي على حدٍ سواء.
في الوقت نفسه، فإنّ حكومة الشرعية تقف حجر عثرة أمام الحل السياسي المتمثل في اتفاق الرياض، بسبب الخروقات والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية لبنود الاتفاق الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي، بغية ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
عداء الشرعية للتحالف تجلّى أيضًا في اهتمام تركيا بوضع اليمن على خارطة تدخلاتها في الإقليم، حيث تلوّح قيادات إخوانية مرتبطة بأنقرة بفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل التركي في اليمن.
ويرصد متابعون ارتفاعًا ملحوظًا بمستوى تدخل تركيا في اليمن بالتنسيق المباشر مع قطر وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وقياداته المتواجدين في اسطنبول، باستخدام الأذرع الأمنية والاستخبارية التركية العاملة تحت لافتة مؤسسات العمل الإنساني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
ويمكن القول إنّ النظام التركي ما زال يتلمس طريقه نحو الملف اليمني، ويعزز تواجده السياسي والإعلامي والاستخباري في الساحة اليمنية، انتظارا للتحولات التي قد يشهدها اليمن.
وضمن المؤامرة التي تعادي التحالف، تواجد ضباط استخبارات أتراك في محافظتي مأرب وشبوة، في إطار بحث أنقرة عن نفوذ في المنطقة عبر التمركز في الصومال وإثارة قلاقل في سقطرى.
وهناك العديد من المؤشرات على رغبة تركيا في استخدام الأزمة في اليمن لابتزاز دول التحالف العربي، ولعب دور مشابه لما تقوم به في سوريا وليبيا عبر الجماعات الإرهابية مثل جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة.
ويمكن القول إنّ حالة الارتباك في صفوف حكومة الشرعية، في إدارة الملف العسكري إحدى نتائج الدور التركي المتصاعد، والتأثير السلبي لأنقرة على تيار الإخوان في حكومة الشرعية.
يُشير كل ذلك إلى أنَّ حكومة الشرعية تعمل ضد التحالف العربي منذ الوهلة الأولى، لا سيّما أنّها تملك علاقات نافذة مع المليشيات الحوثية وهو ما يطعن التحالف بخنجر الخيانة.