كورونا والانتقال المرعب.. وحش كاسر يطارد نازحي اليمن

السبت 28 مارس 2020 22:02:09
testus -US

تجدّدت التحذيرات من مخاطر وصول فيروس كورونا إلى اليمن، في ظل المأساة الإنسانية والأزمة الصحية التي يعيشها هذا البلد الذي مزقّته الجرائم الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية.

وفيما تُشدّد التقارير والدراسات الطبية على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي لمواجهة السرعة المرعبة التي تتناقل بها عدوى كورونا بين البشر، فيمكن القول إنّ النازحين في اليمن يواجهون أيامًا مرعبة في ظل اقتراب الفيروس الفتاك.

من جانبها، حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من تعرض المجتمعات النازحة باليمن لمخاطر تفشي فيروس "كورونا" الجديد.

وقالت المفوضية إن مخاطر انتشار الفيروس بين النازحين متزايد؛ بسبب وضعهم غير المستقر وظروفهم المعيشية والصحية المزرية، موضحةً أنّ العديد من النازحين يعيشون في مواقع مزدحمة ومؤقتة، مع وجود بعض العائلات التي تتقاسم خيمة واحدة فقط.

وأضافت أنّه رغم الجهود الهائلة التي يبذلها الشركاء في المجال الإنساني على الأرض، لكن المواد الغذائية لا تزال تمثل حاجة ماسة للأسر النازحة.

وشددت على أن السكان يواجهون صعوبة في الوصول إلى المياه النظيفة وسبل الصرف الصحي المناسبة.


أصبح وباء كورونا المُصنّف عالميًّا بأنّه جائحة دولية عنوانًا للتحذيرات الدولية من بلوغ الوضع الإنساني المروّع في اليمن إلى حالة أكثر تفجّرًا على نحوٍ يقضي على ما تبقى من البشر في ظل الخطر الفتاك الذي يُمثله هذا الفيروس القاتل.

وكانت بريطانيا قد دعت على لسان وزير الخارجية دومينيك راب، ووزيرة التنمية الدولية وآن-ماري تريفلان، جميع الأطراف في اليمن على الانخراط في عملية السلام بقيادة الأمم المتحدة.

وقال الوزيران، في بيان مشترك بمناسبة الذكرى الخامسة لعاصفة الحزم: "يقف اليمن الآن على مفترق طرق بين الطريق إلى السلام أو مزيد من العنف، وخطر وقوع مزيد من الضحايا في الصراع"، وحذرا من خطر انتشار فيروس كورونا المستجد.

وشددا على مختلف الأطراف ضرورة الانخراط في عملية السلام بقيادة مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن جريفيث.

وأضاف البيان: "المملكة المتحدة تقف إلى جانب الشعب اليمني، وتساهم في إنقاذ الأرواح يوميا بما تقدمه من مساعدات إنسانية بريطانية، لكن الحل السياسي هو السبيل الوحيد الدائم لتخفيف المعاناة".

ومع تعدّد التحذيرات، بدأ اليمن يدفع ثمن المخاوف من وصول فيروس كورونا، حيث شهدت مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، وفي مقدمتها محافظة صنعاء، ارتفاعًا في أسعار السلع والمواد الغذائية والمعقمات والمستلزمات الطبية الوقائية.

مصادر محلية في صنعاء قالت إنّ المليشيات أطلقت يد التجار في مناطق سيطرتها لفرض الأسعار مهما كانت مرتفعة، في مقابل دفع الإتاوات والجبايات المقررة من الحوثيين والتي تدفع على أشكال متعددة وتحت مبررات مختلفة.

وأضافت أنّ الأسواق تشهد ارتفاعات كبيرة في الأسعار وبإشراف حوثي، حيث ارتفعت أسعار الخضروات والفواكه في صنعاء ارتفاعًا متصاعدًا بسبب الجبايات التي تفرضها المليشيات الحوثية على المزارعين والتجار والباعة بالجملة والتجزئة.

وأكدت المصادر أنّ مشرفي المليشيات ينزلون إلى المزارع ويقومون بتعيين مساحات زراعية معينة كمجهود حربي، إضافةً إلى الجبايات التي تؤخذ في نقاط الحوثي، وأخرى يتم أخذها في الأسواق، ما ضاعف من أسعار الخضروات والفواكه.

وأشارت إلى أنّ المواد الغذائية، وبقية السلع الأخرى، ارتفعت بشكل كبير، بالنظر إلى تكثيف المليشيات لعمليات ابتزاز التجار والمستوردين في نقاط التفتيش التابعة لها وفرض مبالغ مقطوعة على الحاويات والقاطرات التي تحمل بضائع مستوردة من الخارج، ما ضاعف من تكاليف البضائع، وبالتالي ارتفاع أسعارها.

ولفتت المصادر إلى أنّ القاطرات تضطر للانتظار في منافذ الحوثي الجمركية المستحدثة لأكثر من ثلاثة أسابيع، ما يدفع التجار إلى القبول بالابتزاز الحوثي ودفع ما يطلبونه من أجل إنجاز إجراءات جمركة بضاعتهم بالرغم أن العملية بكاملها غير قانونية.

وأشارت إلى أنّ التجار استغلوا تخوف الناس من كورونا ورفعوا أسعار السلع الغذائية، كما شهدت أسعار الكمامات والمعقمات ارتفاعا كبيرا، في الوقت الذي يعاني فيه الموظفون من انقطاع رواتبهم ورفض المليشيات صرفها منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالرغم من قدرتها على صرفها.

ومع تفشي فيروس كورونا في الكثير من دول العالم، وتفاقم حالة الخوف والهلع بسبب هذا الوباء المرعب، فإنّ المخاوف كثرت بشدة من انتشار كورونا في اليمن، الذي يمر ببيئة صحية شديدة الترهل، لا يمكنّها أن تتحمّل مزيدًا من المآسي الصحية.

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية قد نشرت تقريرًا عن احتمالية تفشي فيروس كورونا في اليمن، استطلعت فيه آراء خبراء منظمة الصحة العالمية وأطباء محليين.

وقالت الوكالة إنَّ معظم المرضى الذين يصابون بالفيروس التاجي الجديد يعانون من أعراض خفيفة فقط، ويتعافون بعد حوالي أسبوعين، مؤكدا أنه يمكن أن ينتشر من قبل أولئك الذين ليس لديهم أعراض واضحة.

وأضافت أن الأطباء في اليمن يعتقدون في كثير من الحالات أن الفيروس قد وصل ويخشون من أنّ الافتقار إلى أنظمة مراقبة المرض يسمح بتفشي الوباء.

وبحسب الوكالة، يخشى الأطباء في اليمن من أن الحرب المستعرة والأزمة الإنسانية ستفاقم من صعوبات تحديد سلاسل العدوى واحتواء الفيروس.

وأشارت إلى تحديد منظمة الصحة العالمية مرفقين لإجراء الحجر الصحي وتشخيص مرضى فيروس كورونا، الأول في صنعاء التي يسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والثانية في العاصمة عدن.