الجنوبيون وعلمهم.. عشق وطن يؤرِّق أعداءه
علاقة فريدة وحالة عشق تلك التي تجمع بين الجنوبيين وعلمهم، هذه العلاقة وتلك الحالة التي تمثل قوة جنوبية ملهمة تبرهن على حب الوطن، وتمكينه من التصدي للأعباء التي تحاصره.
وتعبيرًا على هذه العلاقة الملهمة، بادر المجلس الانتقالي الجنوبي، في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، بتوزيع أعلام الجنوب، وشعارات المجلس في منطقة المصينعة.
واستقبل أهالي المنطقة، المبادرة بترحيب واسع، معربين عن رغبتهم في توزيع أعلام دولة الجنوب، في عموم قرى ومناطق المديرية .
ويمكن القول إنّ علاقة العشق الفريدة التي تجمع بين الجنوبيين وعلمهم، تحافظ على الهوية الجنوبية من المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن، والتربصات التي يحملها خصومه.
محافظة الجنوبيين على هويتهم وتعلقهم الكبير بعلمهم، يُقابل بموجات رعب هائلة لدى المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، والتي برهنت على طائفيتها في أكثر من واقعة.
ففي فبراير الماضي، اعتدت قوات المنطقة العسكرية الأولى، الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان، على مشجعي نادي الاتحاد بسحيل سيئون.
ووثّق مقطع مصور، إطلاق الرصاص الحي على الجماهير، بسبب رفعها علم دولة الجنوب، حيث اقتحمت القوات الموالية لمليشيا الإخوان موقع احتفالات مشجعي فريق الاتحاد بسحيل سيئون، واختطفت عددا من الشباب لحيازتهم أعلام دولة الجنوب.
واستنكر المواطنون الاعتداءات غير المبررة للمنطقة العسكرية الأولى، مؤكدين أن تصرفاتها تعكس حالة فزع من علم الجنوب، وطالبوا بضرورة حمايتهم من بطش قوات المنطقة العسكرية الأولى، في وادي حضرموت .
واستهجن الأهالي، الاعتداءات على الأهالي بدون مبرر، وسط انهيار المنظومة الأمنية وتجاهل جرائم كبرى، وأشاروا إلى واقعتي قتل جندي و4 شباب من طلاب المعهد الصحي بسيئون، على يد جاني واحد تركته المليشيات يتحرك بحرية.
من بين الجرائم الإخوانية أيضًا التي كان سببها العلم، كانت واقعة اختطاف الإعلامي طه حدير مدير الإدارة الإعلامية في القيادة المحلية بمديرية بيحان في شبوة.
وجاء اعتقال حدير بعدما دشَّن حملةً لتوزيع ورفع أعلام الجنوب أعلى المنازل والسيارات، وسط تجاوب شعبي واسع، فيما اختطفته المليشيات الإخوانية واقتادته إلى جهة غير معروفة، قبل أن يتم الإفراج عنه في وقتٍ لاحق.
أحد أشهر وقائع الاستهداف أيضًا، تمثّلت في قتل سعيد القميشي، الذي تمسَّك بعلمه من محاولات إخوانية لمصاردته، فما كان من أحد عناصر المليشيات الإخوانية إلا أطلق النار عليه من المسافة صفر، فارتقى شهيدًا، وهي واقعة فجَّرت عاصفة غضب.
وفي اعتداء آخر، هدّدت المليشيات الإخوانية بمحافظة حضرموت مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية حورة وادي العين بالاعتقال حال لم ينفذ أوامر قائد نقطة "جسر حورة"، بإنزال علم الجنوب من مدارس المنطقة.
وكشف بلاغ موجه لوكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، فإن قائد نقطة الجسر التابعة للمنطقة العسكرية الأولى طلب من مدير مكتب التربية بـ"حورة " خالد مبارك باخلعة، إنزال أعلام الجنوب، وهدده بالاعتقال حال لم ينفذ.
كما أقدمت المليشيات الإخوانية في مدينة شقرة بمحافظة أبين على إنزال أعلام الجنوب من على المباني والمنشآت الحكومية بالمدينة عقب ساعات من رفعها، وكان الأهالي قد رفعوا أعلام الجنوب على المباني والمنشآت الحكومية بالتزامن مع الاحتفالات بانتصار الشعب الجنوبي بتوقيع اتفاق الرياض.
كل هذه الوقائع تبرهن على مدى الرعب الإخواني من علم الجنوب، وهي هوية لن تنجح المليشيات الإخوانية في زعزعتها أبدًا، بفضل وعي الشعب الجنوبي بقضيته العادلة وإدراكه للتحديات التي تحاصرها.