كورونا ومخاطر الأمر الغذائي.. غولٌ يلتهم اليمن
في الوقت الذي أحدث فيروس كورونا رعبًا وهلعًا دوليًّا، ربما يكون غير مسبوق، تتواصل التحذيرات من مخاطر جمة يحملها وصول هذا الوباء اللعين إلى اليمن.
صحيفة "العرب" اللندنية سلّطت الضوء، اليوم السبت على خطورة تداعيات فيروس "كورونا" الجديد على الأمن الغذائي لبعض الدول التي تعتمد بشكل خاص على الاستيراد، وفي مقدمتها اليمن.
وقالت إن هذه التهديدات تتزايد مع إغلاق منافذ التصدير والاستيراد بين الدول، وغلق موانئ وخطوط بحرية وجوية كإجراءات للوقاية من الوباء، وأّكدت أن الأمم المتحدة تخشى من صدمة في الإمدادات والدخول في أزمة جفاف أو صدمة في الطلب، مثلما يحدث في ظل الركود.
وأوضحت الصحيفة أنّ الدول الإفريقية والدول التي تشهد حروًا ستكون في صدارة المتضررين من تلك الأزمة مثل اليمن وسوريا والصومال.
وفيما تعددت التحذيرات من خطورة وصول فيروس كورونا إلى اليمن، فإنّ الوباء اللعين إذا ما وصل بالفعل سيكون بمثابة كارثة، لا سيّما أنّ الوضع الصحي والتجهيزات الحالية لا تستطيع مواجهة تداعيات الفيروس، فضلًا عن خطورة الحجر الصحي الذي أقامته مليشيا الحوثي في البيضاء وبخاصةً أنّه يهدد حياة المئات من المسافرين.
ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وسط مخاوف جمة بشأن وصول فيروس كورونا المستجد إلى مناطقهم في ظل بيئة صحية شديدة التردي.
ورصدت مصادر إعلامية عن حالة من التخوُّف انتابت السكان من وصول الوباء الخطير إلى مناطقهم، كونهم مروا بتجارب مريرة وأوضاع قاسية في ظل قبضة وحكم الميليشيات الحوثية التي لا تأبه لصحة وحياة السكان كما تدعي، بل تكرس جلّ جهدها وطاقتها لابتزازهم ونهب مدخراتهم لصالح المجهود الحربي.
وباء كورونا الذي أرعب العالم، أكَّدت قيادات المليشيات في حكومتها “غير المعترف بها” أنَّ تفشيه لا يعنيها، وقد تمّ التعبير عن ذلك على لسان رئيس حكومة المليشيات عبد العزيز بن حبتور: “العالم يهرب من التجمعات اليوم هربًا من فيروس كورونا، وشعبنا اليمني ليس لديه شيء يخسره، فقد متنا من الكوليرا والدفتيريا وفيروسات كثيرة، والعالم لم يتحدث عن هذا الأمر، ومن الطبيعي أن يموت هؤلاء اليمنيون”.
حملت تصريحات “بن حبتور” اعترافًا حوثيًّا مفضوحًا بأنّ تفشي وباء كورونا أمرٌ لا يشغلها على الإطلاق، لكنّ الأهم في مقابل ذلك هو الحصول على دعم أكثر عددٍ من المدنيين للزج بهم إلى الجبهات.
كما أنّ الإجراءات التي اتخذتها المليشيات الحوثية على مضض للوقاية من تفشي كورونا هي عبارة عن إجراءات شكلية ليس لها أي أثر أو وجود على أرض الواقع.
وتحاول المليشيات أن تظهر للعالم عبر وسائل إعلامها وعبر بعض القرارات والخطوات التي اتخذتها، أنها تحرص على صحة وحياة السكان في مناطق سيطرتها، على الرغم من عملها على تفشي الكثير من الأمراض.
كما حذّر أطباءٌ متخصصون من طريقة تعاطي مليشيا الحوثي مع مخاطر انتشار فيروس كورونا، واعتبروا ذلك كارثة تهدد 30 مليون شخص.
وكشف وهاج المقطري الذي أوكل له الحوثيون مهمة إعداد بروتوكول علاجي لكورونا عن منع المليشيات فحص حالات الاشتباه بكورونا لكل من تظهر عليه أعراض المرض وتوجيه عملية الفحص عن إنفلونزا الخنازير H1N1، معتبرًا ذلك تسترًا مقصودًا من قبل لجنة الطوارئ الحوثية على الوباء الذي ينتشر في العالم بشكل مرعب.
وانتقد المقطري تشخيص ثماني حالات وفاة شهدها المستشفى الجمهوري خلال الأربعة الأيام الماضية على أنها التهاب جهاز تنفسي وخيم، وقال إنّه من غير المعقول أن يموت 8 أشخاص بإنفلونزا الخنازير في وقت ذهب موسم المرض وطالب بلجنة طبية لتقييم الحالات بشكل دقيق.
وصرّح المقطري: "تقييم الحالات خاطئ وقاتل، حيث السؤال الذي تعتبره لجان الفحص أساس التشخيص هو (هل سافرت إلى الخارج أم لا؟) لم يعد ذو قيمة مطلقا في التشخيص لأن المسافرين تم تهريبهم من المنافذ بالعشرات وقد اختلطوا بالمئات من السكان".
وأضاف: "ما بوسعي أن أقوم به هو تحذير الناس وانتشالهم من وضعية النعام فقط"، مشيرًا إلى أنّ كورونا لا يحصد في البداية ولا يتفشى سريعًا، مستشهدًا بوضع سوريا والصومال حيث لا تزال عندهم الحالات قليلة جدا رغم أنه مضى أسبوعين على اكتشاف المرض.
وحذّر المصدر نفسه من أنّ "كورونا" يبدأ في المجتمع تدريجيًّا وإذا لم تكتشفه الدولة لفترة يبدأ بعد ذلك بالتفشي بمتتالية هندسية (تصاعد متضاعف) ويحصد الناس وقد وصلت الأعداد بالآلاف كما فعل تماما في إيران وإيطاليا وغيرهما.