الشرعية تستبق محاولات التهدئة بحشود جديدة إلى شبوة
حاولت مليشيات الشرعية استباق التهدئة التي تحاول جهات دولية عدة الوصول إليها في اليمن بحشد قوات جديدة إلى محافظة شبوة، وذلك استمراراً لخرقها اتفاق الرياض، والبحث عن أكبر قدر من المكاسب بالتعاون مع المليشيات الحوثية التي تقوم بتسليمها الجبهات في الشمال.
ويرى مراقبون أن الشرعية أدركت أن تفكيكها قد يكون أمراً وارداً تحديداً بعد إبعاد الجبواني، وبالتالي فإن العناصر المحسوبين على الإصلاح داخلها يحاولون بشتى الطرق السير في الطريق المعاكس عبر التصعيد في الجنوب، وهو ما يتعامل معه المجلس الانتقالي الجنوبي بحنكة لإدراكه بأن الهدف الأساسي للشرعية يكمن في إثارة الفوضى.
ويرى مراقبون أن الشرعية تستغل الانشغال الدولي بمواجهة الجائحة العالمية بمزيد من الممارسات الإرهابية التي تسعى من خلالها إلى كسب نقاط سياسية جديدة وتأزيم مهمة التحالف العربي في تنفيذ اتفاق الرياض.
دفعت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، صباح اليوم الأحد، بتعزيزات من مليشياتها إلى مواقعها في محافظة أبين، ووثقت صور، وصول مدرعات ودبابات، محملة على قاطرات، إلى شقرة قادمة من حضرموت.
وتقدمت مليشيا الإخوان، منذ يومين، نحو 20 كيلو متر، إلى تخوم مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، متجاوزة خطوط التماس، بعد قرن الكلاسي.
تأتي تحركات مليشيا الإخوان، لتفجير الوضع في العاصمة عدن، بعد تسليم معسكر اللبنات، أكبر معسكرات محافظة الجوف، إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
فيما كشف عضو الجمعية الوطنيةالجنوبية، وضاح بن عطية، المخطط الإجرامي الذي تنفذه جماعة الإخوان الإرهابية (حزب الإصلاح اليمني)، بالتنسيق مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران لتسليم الأخيرة الجوف لإفشال اتفاق الرياض.
وكتب "بن عطية" في تغريدة عبر تويتر، رصدها "المشهد العربي" قال فيها: "إخوان اليمن يسعون إلى تسليم مأرب للحوثي بعد تسليمهم الجوف بنيّة إفشال الملحق العسكري من اتفاق الرياض الذي ينص على عودة القوات التي تحركت باتجاه شبوة وأبين إلى مأرب".
وأضاف: "إذا سقطت مأرب يجب محاكمة القوات التي رفضت العودة بالخيانة العظمى وأتوقع أن الجميع سيتعامل معهم كمليشيات متمردة".
وقبل أيام تقدمت عناصر المليشيات الإخوانية المتمركزة في منطقة قرن الكلاسي غربي مدينة شقرة بمحافظة أبين، بشكل مفاجئ لمسافة تزيد عن كيلو متر ونصف، باتجاه مواقع القوات الجنوبية بمنطقة الشيخ سالم، شرقي زنجبار، ضمن سلسلة خروقات عديدة ببنود اتفاق الرياض الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي.
ونشرت المليشيات الإخوانية نقاطًا في الطريق الواصل بين مدينتي شقرة وزنجبار في محافظة أبين، فيما استهجن الأهالي زحف المليشيات الإخوانية نحو خطوط التماس، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من مخاطر تفشي فيروس كورونا.
وأثار الخرق الإخواني الجديد غضبًا جنوبيًّا، عبّر عنه الناطق باسم المجلس الانتقالي الذي قال إنّ تقدُّم المليشيات الإخوانية نحو زنجبار تمثِّل محاولة استفزازية وتصعيدًا غير مبرر، وأضاف: "هذا التقدم تكرار لسلسلة الخروقات العسكرية، ومحاولة للاستفزاز والتصعيد غير المبرر، الذي يأتي في وقت يعيش فيه العالم بأسره واقعًا مؤلمًا بسبب وباء كورونا القاتل".
وبحسب متحدث الانتقالي، فإنّ تقدُّم المليشيات الإخوانية باتجاه زنجبار دليلٌ على عدم جدية القوات الغازية بتنفيذ اتفاق الرياض، وهروب مخز من واقع الهزائم المتكررة بجبهات الشمال وتواطؤ من قِبل حزب الإصلاح مع الحوثيين.
وتنضم هذه التحركات الإخوانية إلى سلسلة طويلة من الخروقات التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي التابع للشرعية لبنود اتفاق الرياض الذي كان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما أقدم حزب الإصلاح الإخواني على تحريف هذه البوصلة.