جرائم الحوثي المروعة.. الإدانة وحدها لا تكفي
لا تزال واقعة الاستهداف الحوثي المروّع لأحد السجون النسائية في محافظة تعز، تثير الكثير من الغضب من المليشيات وجرائمها الإرهابية.
ففي موقف غربي جديد، أدان السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل، قصف مليشيا الحوثي الإرهابية، على سجن تعز المركزي.
وقال في بيان له، إنه يدين الحوثيين لإطلاقهم الصواريخ وقذائف الهاون على تعز، وشدد على ضرورة توقف الأعمال الاستفزازية والتصعيدية لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وأوضح السفير الأمريكي أنّ القذائف أصابت قسم النساء في السجن المركزي، ما أدى إلى مقتل وجرح العديد من نزيلات السجن.
وتسبب العدوان الحوثي، على سجن تعز المركزي، في مقتل سبع نزيلات، وجرح ثمانية أخريات، بينهن أطفال.
وفيما توالت بيانات الإدانة على هذه الجريمة الحوثية، فإنّ الواقع يثبت أنّه لا يتوجب الاقتصار على مثل هذه البيانات بقدر ما يتوجّب العمل على اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيات الموالية لإيران.
يعضِّد من هذا الأمر أنّ الاستفزازات التي تقوم بها مليشيا الحوثي، وبخاصةً في الأسابيع القليلة الماضية؛ تشير إلى أن الاستعداد للسلام ليس من أجندتها.
ويرى محللون أنّ المليشيات الحوثية مصرة على تخريب العملية السياسية، والتمسك بخيار الفوضى، بديلاً عن المفاوضات حلاً للأزمة القائمة، وأنّ الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها مليشيات الحوثي هي مؤشر على رغبة الجماعة في السعي إلى استمرار الحرب، والبحث عن اهتمام إعلامي في ظل أولوية تصدي العالم لجائحة كورونا.
ولا يبدو أنّ المليشيات الحوثية مستعدة للانخراط في أي مسار نحو السلام، لا سيّما أنّ هذا الفصيل الإرهابي يُحقِّق الكثير من المكاسب على مختلف الأصعدة من جرّاء إطالة أمد الحرب.
وكانت الأمم المتحدة قد وجّهت - قبل أيام - دعوة عاجلة لوقف النزاع في اليمن، تزامنًا مع تحذيرات دولية عديدة تنبِّه إلى المخاطر الكارثية من وصول فيروس كورونا المستجد إلى اليمن.
وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرتش دعوته إلى وقف النزاع في اليمن، وقال إن النزاع تصاعد على الرغم من دعم وقف إطلاق النار من مختلف أطراف النزاع، وشدّد على ضرورة وضع حد للصراع الكارثي والكابوس الإنساني في اليمن، مطالبًا جميع أطراف النزاع بالجلوس حول طاولة المفاوضات.
وأوضح جوتيرتش: "يجب أن تكون هناك معركة واحدة فقط في عالمنا اليوم هي معركتنا المشتركة ضد فيروس كورونا".
بالتزامن مع دعوة جوتيرتش، واصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث جهوده من أجل إنهاء الحرب في اليمن، بعدما دخلت عامها السادس، وخلّفت واقعًا شديد البؤس، يدفع ثمنه المدنيون.
وسبق أن كشفت مصادر مطلعة عن أنّ جريفيث فتح أربع جبهات أممية، يسعى من خلالها لإنهاء الحرب، تتمثّل في وقف كامل لإطلاق النار في أرجاء اليمن كافة أولاً، وثاني الجبهات إجراءات إنسانية واقتصادية لتخفيف معاناة السكان، وثالثها استئناف عاجل للعملية السياسية، أما رابعها فهو تعزيز جهود مشتركة بين الأطراف لمواجهة خطر فيروس (كوفيد - 19) الذي يجتاح العالم.
وكشف مكتب جريفيث أنّه عقد سلسلة من المناقشات الثنائية مع الأطراف بشكل منتظم لبحث خطوات محددة، بشكل يومي، بهدف الجمع بين الأطراف في اجتماع (افتراضي) متلفز، من خلال الإنترنت في أقرب وقت ممكن.
حديث جريفيث عن حلحلة سياسية لا يجب أن يقابل بموجة تفاؤل كبيرة، فكثيرًا ما تمّ الإعلان عن خطوات مماثلة إلا أنّ شيئًا على الأرض لم يتحقق، فالمليشيات الحوثية واصلت ارتكاب الجرائم والخروقات وهو ما أطال أمد الحرب، وكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
وفيما دخلت الحرب عامها السادس، ومع بلوغ الأزمة الإنسانية حدًا أصبح من غير المقبول السكوت أمامه أكثر من ذلك، فإنّ الأمم المتحدة أصبحت مطالبة بالعمل فورًا على تغيير استراتيجيتها، لا سيّما فيما يتعلق بالضغط على المليشيات لإرغامها على السير في طريق السلام.