كورونا يمنح حرب اليمن استراحة طال انتظارها
أحدث تفشي فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم أجمع، تغييرًا جوهريًّا على مسار الحرب في اليمن، بعدما تمّ الكشف عن توجه نحو وقف إطلاق النار في اليمن.
البداية كانت مع إعلان وكالة "رويترز" نقلًا عن ثلاثة مصادر، عن اعتزام التحالف العربي، وقف إطلاق النار في اليمن منتصف ليل الخميس.
وقالت المصادر إنّ قرار التحالف العربي يهدف إلى الاستجابة إلى مبادرة الأمم المتحدة، لوقف إطلاق النار في مناطق النزاع، لتوحيد الجهود في مواجهة فيروس كورونا الوبائي.
في أعقاب ذلك، قال مصدر إنّ كل أطراف الحرب في اليمن أبلغت الأمم المتحدة موافقتها على مبادرة وقف إطلاق النار، وأنها ستدخل حيز التنفيذ الليلة.
مصدر "المشهد العربي" أوضح أنّ مندوب الأمم المتحدة في اليمن مارتن جريفيث سيعقد مؤتمرًا صحفيًا خلال ساعات لإعلان تفاصيل وقف إطلاق النار.
وأضاف أنّ المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، سيعقد مؤتمرًا صحفيًّا لإعلان تفاصيل الموافقة على مبادرة الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في اليمن.
وكشف المصدر أن مندوب الأمم المتحدة في اليمن عقد الأسبوع الماضي سلسلة من اللقاءات الثنائية مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتعزيز جهود الأمم المتحدة لمحاربة ووقف تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قد دعا لكافة الأطراف في اليمن إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية.
وشدّد جوتيريش على ضرورة تركيز تلك الأطراف على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل قصارى جهدها لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس "كورونا".
وأكد أنه يجب على الأطراف العمل مع مبعوثه الخاص من أجل التوصل لخفض التصعيد على مستوى البلاد، وتحقيق تقدم في الإجراءات الاقتصادية والإنسانية التي من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين.
وفي نهاية مارس الماضي، أعلن التحالف العربي الموافقة على الهدنة الأممية، وقال المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي إنّ قيادة التحالف تدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد و اتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي.
وفي الجنوب، رحّبت الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
"الانتقالي" قال إنّ الدعوة تأكيد على أهمية مبادرة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في خطابه، يوم الأحد الماضي.
وأضافت أنّ مبادرة رئيس المجلس تضمّنت دعوة كافة القوى السياسية على اختلاف توجهاتها، إلى توحيد الجهود للتعاون والتكاتف لمواجهة هذا الوباء الخطير.
وتحقيق الهدنة خطوة مُلحة من أجل وقف الأعمال القتالية ولو لفترة، وهو ما يأمل فيه المدنيون بعدما تكبّدوا أفدح الأثمان جرّاء الحرب.
ونجاح هذه الخطوة، وهو أمرٌ مرهونٌ بالتزام المليشيات الحوثية، فيمكن البناء على ذلك فيما بعد من أجل تحقيق حل سياسي ملزم يقي المدنيين من شر استمرار الحرب.