اليمن والكارثة الكبيرة.. مأساة صحية تطرق الأبواب
تتوالى التحذيرات من كارثة صحية ستحل على اليمن الذي يمر أصلًا بمأساة مروعة، بسبب مخاوف من وصول فيروس كورونا المستجد إلى اليمن، في ظل بيئة صحية شديدة التردي.
ففي هذا السياق، حذّر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، من مخاطر تعرض القطاع الصحي اليمني لكارثة كبيرة في حال تفشي فيروس "كورونا" المستجد.
وقال المركز - وهو منظمة إقليمية حاصل على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة ـ في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للصحة، إنّ اليمن مقبل على كارثة كبيرة ستتسبب في انهيار القطاع الصحي وتدهور الخدمات الصحية في جميع أنحاء اليمن.
وأضاف أنّ القطاع الصحي تعرض لعملية تدمير حقيقية خلال سنوات الحرب القائم، وأنه فقد قرابة 70% من قدراته الضعيفة أصلًا، مشيرًا إلى أنه منذ اندلاع الحرب الحوثية في سبتمبر 2014 تدهور الوضع بشكل متسارع وخسر اليمنيون ذلك القليل الذي كان في قطاع الصحة.
وأشار المركز إلى أنّ الحرب كانت كارثة مضاعفة على هذا القطاع الهام، حيث دُمرت الكثير من المنشآت الصحية وتضاعف الاحتياج بسبب تفشي الأمراض والأوبئة وتزايد عدد جرحى الحرب ومغادرة الكوادر الطبية المختلفة البلاد.
وناشد البيان، المجتمع الدولي بضرورة إعطاء هذا القطاع الأولية القصوى خاصة مع تزايد خطر احتمال انتشار فيروس كورونا وهو الأمر الذي سيجعل اليمن في كارثة أشد وطأة.
إجمالًا،تعمَّدت المليشيات الموالية لإيران قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمن الحوثيون على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.
في الوقت نفسه، فإن المليشيات الحوثية استهدفت القطاع الصحي أيضًا بسلسلة طويلة من الاعتداءات على المستشفيات، تعمّدت من ورائها العمل على تعطيلها وإخراجها عن الخدمة، على النحو الذي يضاعف من الأزمة الصحية.
ويشهد اليمن أكبر العمليات الطارئة التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي في أي مكان بالعالم، وتستهدف توفير الغذاء لنحو 12 مليون شخص شهريًّا من الأكثر ضعفًا وتضررًا بانعدام الأمن الغذائي، وقال البرنامج إنَّ هذا المستوى من الاستجابة حيوي لمنع انزلاق اليمن إلى هاوية المجاعة.
ويواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.
ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.
ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.