خطوات متسارعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي للوصول إلى مختلف القطاعات الخدمية في محافظة شبوة
خطوات متسارعة تخطوها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية للوصول إلى مختلف القطاعات الخدمية في محافظة شبوة، لوضع يدها على مكامن الخلل وعلاجها السريع بعد أن عانى المواطن كثيراً من تدهور الخدمات، كالكهرباء والمياه، مع سوء المرافق الصحية الفاقدة لكل معايير الصحة، وقد بدأت إدارة مستشفى عتق العام- أكبر مشافي محافظة شبوة- جنوب اليمن- العد التنازلي لإغلاقه جراء إهماله من قبل الجهات المتعددة، ولعدم مقدرته على تقديم خدماته لزواره، لغياب الموازنة التشغيلية، وصعوبة الإيفاء بالتزاماته بدفع رواتب الطواقم الطبية، وانتشار الأمراض المختلفة، وأهمها حمى الضنك، والكوليرا، وغياب الأدوية، وعدم المقدرة على شراء جهاز (الصفائح الدموية)، وأزمة الوقود، وخروج المولد الوحيد للمشفى عن الخدمة، ولكن في خضم هذه المعاناة، وانطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لتحقيق متطلبات المواطن اليمني وضخ مزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية بعد وصوله إلى حالة يرثى لها جراء الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، قام رئيس فريق الهلال الأحمر الإماراتي محمد سيف المهيري، بزيارة عاجلة إلى مستشفى عتق العام، الذي شيدته دولة الكويت في سبعينيات القرن الماضي، ويعد أكبر مشافي المحافظة، ليتلمس عن قرب معاناة المستشفى، وكترجمة حقيقية لأهمية توفير الاحتياجات الطبية الأساسية للمرافق الصحية بشبوة والعمل على مساعدتها من أجل تحسين نوعية الخدمات العلاجية التي تقدمها للمواطنين وفقاً لتوجيهات قيادة الإمارات الرشيدة.
أطلقت إدارة مستشفى عتق العام في محافظة شبوة تحضيرات لإغلاق المستشفى، نظراً لتفاقم الظروف الصعبة التي يعانيها، لاسيما نقص الموارد المادية ومشكلة انقطاعات التيار الكهربائي التي تهدد حياة المرضى بعد أن أوقفت منظمة الصحة العالمية كميات الوقود المخصصة للمستشفى.
الدعم الصحي
وأضاف محمد المهيري، أن تقديم الدعم الصحي للمواطنين والمراكز والمنشآت الصحية يحظى بالأولوية ضمن خطة عمل الهيئة في شبوة باعتباره واجباً يجسد روح الإخاء بين البلدين الشقيقين خاصةً في هذه الظروف التي يمر بها اليمن. وخلال الزيارة استعرض د. رامي لملس، مدير المستشفى، أبرز احتياجاته الملحة والمتمثلة بإعادة تأهيل شاملة، وتزويده بالأجهزة الطبية الحديثة، ومساعدة الإدارة في حل مشكلة العجز الخاصة بتوفير مرتبات البعثة الطبية العاملة بالمستشفى.
قال د. رامي لملس، مدير مستشفى عتق، لـ «الاتحاد» إن رئيس فريق الهلال الأحمر الإماراتي طاف مختلف أقسام المستشفى، وشاهد عن قرب حجم المعاناة التي يعانيها الصرح الطبي الأول في المحافظة، وبتلك الوضعية الصعبة، وأشاد بتلك الزيارة التي عدها بوابة الخير لإعادة تأهيل المستشفى، ودعمه بكل احتياجاته، بحسب تفاعل رئيس فريق الهلال الأحمر السيد محمد سيف المهيري، ووعده بالدعم العاجل، وهذا ليس بغريب على هلال الخير الذي يسطع نوره على المرافق الخدماتية كافة، ويضيف د. لملس، ولم تمض أيام معدودة حتى باشر فريق الهلال تنفيذ وعوده من خلال إعادة تأهيل المستشفى وترميمه، وتزويده بشحنات أدوية توزع مجاناً على المرضى، والإعلان عن إقامة مخيم جراحي، هو الأول من نوعه على مستوى المحافظة، ودعم الصرح الطبي بمولد كهربائي يعينه وسط الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وهذه بشارات كان لها عظيم الأثر على نفوسنا جميعاً. وناشد مدير مستشفى عتق العام بمواصلة الدعم كامل الأوجه ليقوم المشفى بدوره على أكمل وجه وتجنيب المرضى من تحمل مشقة السفر إلى محافظتي عدن وحضرموت، وهو أمر يستدعي مزيد من المعاناة لهم من جميع النواحي المادية والنفسية.
وافتتح مستشفى عتق العام 1978م، بدعم من دولة الكويت الشقيقة، ويستقبل جميع المرضى من مديريات المحافظة الـ17، وكانت وضعيته كارثية في ظل نقص متكامل للأجهزة والمعدات الطبية، ونقص في الكادر، وعدم القدرة على دفع رواتب للأطباء المتعاقدين في بعض التخصصات.
ضخ الدماء
يشير د. حسين دعدع، نائب مدير المستشفى، إلى أنه وصل لحالة يرثى لها، ومعها عقد العزم على إغلاقه، إلى أن تأتي أياد حانية تنتشله من وضعه الكارثي، ولولا التدخل العاجل للهلال الأحمر الإماراتية وضخ الدماء في وريده، الأمر الذي جعله يتمسك بالحياة ويقدم خدمات عديدة للمرضى في ظل ظروف قاسية يعانيها الجميع.
لم تكن زيارة مستشفى عتق العام وحيدة، بل واصل فريق الهلال الأحمر الإماراتي زياراته المختلفة للمرافق الصحية المهمة التي تتطلب تدخلات عاجلة، ومنها زيارة رئيس الفريق في المحافظة، محمد سيف المهيري، لمستشفى عزان، وهو أحد المستشفيات العامة في المحافظة وهو الآخر يعاني الوضع الصعب، وهو فاتح أبوابه للمرضى من أربع مديريات جنوبية، واطلع فريق الهيئة على أقسام المستشفى، وتعرف عن قرب على أهم احتياجاته الطبية والفنية، وبيّن المهيري أن الفريق سيضع لتلك الاحتياجات أولوية قصوى، كحال مستشفى عتق، كي يقومان بدورهما الحيوي والإنساني بالتخفيف عن المرضى عبء التنقل إلى محافظات أخرى بحثاً عن العلاج، الأمر الذي جعل عبد الخالق لمدح، مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية ميفعة، يعبر عن سعادته بهذه الزيارة التي ستأتي بنتائجها في القريب العاجل، واصفاً الزيارة باللفتة الإنسانية الكريمة من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وحرصاً منها على مد يد العون وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية المستمرة للأهالي بمنطقة عزان بمديرية ميفعة، ولا يعدون ذلك غريباً على دولة الإمارات، الواقفة وقوف الجبال الشامخة في صف المواطنين اليمنيين، ورفع المعاناة عن كواهلهم التي أثقلتها رحى حرب ميليشيات الانقلاب الحوثية- العفاشية.
يؤكد الصحفي فائز المحروق، أن مستشفى عتق العام هو المستشفى الوحيد في محافظة شبوة الذي يقدم خدماته لكل أبناء مديريات شبوة والمحافظات المجاورة، وتعجب المحروق من أن محافظة شبوة الغنية بالبترول، والثروة السمكية، ولم يخدمها النظام السابق بأي دعم للصحة فيها، مشيراً إلى أن مستشفى عتق منذ أن بني مساهمة من دولة الكويت الشقيقة في نهاية السبعينيات لم يخضع إلى أي ترميم أو تأثيث، حتى أتته أيادي فريق الهلال الأحمر الإماراتي لتنزع عنه ثوب البؤس والعبوس.
في إطار اهتمامها بالمواطنين ذوي الدخل المحدود دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية المخيم الجراحي المجاني الأول في مستشفى عتق، ضمن برامج المساعدات الإماراتية التي تنفذها الهيئة على الساحة اليمنية. وبلغ عدد المستفيدين من المخيم 91 مريضاً ومريضة أجريت لهم عمليات جراحية، كللت بالنجاح، وتمت معاينة أكثر من 700 حالة مرضية من ذوي الدخل المحدود والمعسرين على إجراء العمليات الجراحية لاستئصال اللوزتين.
وأكد محمد سيف المهيري ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في المحافظة أن الهيئة تولي أهمية بالغة للجوانب الإنسانية والخدمية وعلى رأسها الجانب الصحي، وخاصة فيما يتعلق بذوي الدخل المحدود.
دعم إنساني
وأشاد سالم الأحمدي، وكيل محافظة شبوة، بتلك المبادرة الإنسانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وهي أولى بذار الخير في جانب المخيمات الطبية للمعسرين وذوي الدخل المحدود، وهي خطوة ليست غريبة لذراع دولة الإمارات الإنسانية (الهلال الأحمر، مبيّناً أن المحافظة كان لها اهتمام خاص من قبل الهيئة في جميع الجوانب الخدمية، وفي جانب الصحة مثالاً، أعادت تأهيل وترميم مستشفى عتق العام، وضخت في مخازن المستشفيات أكثر من 108 أطنان من الأدوية النوعية، لمواجهة مختلف الحالات المرضية على مستوى مديريات المحافظة الـ17 مديرية.
يضيف أبوبكر سالم محفوظ، المدير الإداري للمستشفى، وبشيء من الفرح والاستبشار، إنه مع قدوم الهلال الأحمر الإماراتية (هلال الخير) من بلاد زايد الخير، عمل بكل همة لإعادة ترميم المستشفى والذي لم يخضع للترميم منذ نهاية السبعينات، وشعر الطاقم الطبي والمواطن بالمحافظة بالأمل في تطور الخدمات الصحية في المحافظة مع البدايات الأولى لظهور نور الهلال الأحمر، حيث تم تسلم شحنة من الأدوية، والتي توزع مجاناً على المرضى، ولا ننسى دعم الهلال الأحمر الإماراتي بمولد المستشفى، وتقديم مادة الديزل له، وهذه خدمة كبيرة وخصوصاً مع انقطاع الكهرباء، وتقدم بن محفوظ بالشكر لحكومة الإمارات والهلال الأحمر الإماراتي على خدماتهم الكبيرة لتطوير المستشفى.
يقول د. سعيد صالح، إن الخدمات التي قدمتها الهلال الإماراتي كبيرة، وخلال فترة قصيرة، مطالباً بالمزيد من الدعم خلال الأيام القادمة، كي يقوم المستشفى بتقديم كامل الخدمة للمرضى. وأعرب المواطن اليمني محمد الخليفي، عن سعادته بوجود فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في مختلف مديريات محافظة شبوة، مشيداً بدعمها اللامحدود لمستشفى عتق العام، المستشفى الذي يجمع بين أبناء شبوة كافة، وهو الدعم الذي أعاد له رونقه، متمنياً لو تسمح الفرصة باستضافة بعثة طبية أجنبية عاملة في المشفى، كالبعثة الطبية الصينية- منتصف التسعينيات- التي حولت المبنى إلى مكان مزدحم بالمرضى من مختلف المديريات وبأقل الأسعار، ووفق خدمة طبية متميزة، نفتقدها هذه الأيام، كما أفاد الخليفي.
جهود حثيثة اضطلعت بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لدعم التنمية في محافظة شبوة، ويبقى الجانب الصحي والطبي فيها الأهم في ظل تفاقم المعاناة الإنسانية جراء حرب الميليشيات الانقلابية على الشرعية الدستورية، وإغراق المحافظات بالفوضى والعوز والحاجة، وهي جهود إنسانية تلاقى الاعجاب والترحاب والشكر والتقدير المفعم بكل آيات الحب والتقدير لدولة
الإمارات العربية المتحدة وذراعها الإنسانية (الهلال الأحمر)، من قبل الجميع سواء على المستوى الرسمي، أو على مستوى فئات المجتمع المختلفة.