الحوثي والشرعية.. اتفاق مشترك على تجاهل التهدئة
بدا واضحا أن هناك رغبة مشتركة من قبل الشرعية ومليشيات الحوثي الإرهابية على تجاهل دعوات التهدئة التي أطلقتها الأمم المتحدة ورحبت بها جهات دولية عديدة واستجاب لها التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي مبكراً، بما يعني أن الطرفين أصحبا يتمتعان بعلاقات قوية وتنسيق مشترك في التصعيد والتهدئة أيضاً.
ويرى مراقبون أنه ليس من مصلحة الشرعية وكذلك المليشيات الحوثية وقف العلميات في الوقت الحالي، لأن هناك اتفاقيات سرية بين الطرفين بالإسراع في تسليم وتسلم الجبهات وهو أمر وضح جلياً في الجوف ونهم ومأرب، وأن تلك الاتفاقات تتضمن أيضاً التصعيد في الجنوب وكذلك في جبهة الساحل الغربي، وبالتالي فإنهما لا يرغبان في التهدئة انتظاراً لاستكمال المؤامرات التي جرت طيلة الأشهر الماضية.
وتلعب الأطراف الدولية الداعمة للحوثي والشرعية والتي تتمثل في تركيا وقطر وإيران، أدواراً فاعلة لاستمرارهما في العمليات الإرهابية من دون النظر للتحركات الدولية، ولعل ما يبرهن على ذلك أن أنقرة لم توقف عملياتها الإرهابية في سوريا وليبيا، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران التي مازالت عازمة على إثارة الفوضى في العراق.
ويحاول محور الشر أن يحصد أكبر قدر من المكاسب قبل الإقدام على الاستجابة لدعوات التهدئة وذلك استغلالا لانشغال القوى الإقليمية الكبرى في مواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا، الذي حصد أرواح الآلاف في أوربا والولايات المتحدة.
سلطت صحيفة الشرق الأوسط الدولية، في تقرير بعددها الصادر اليوم الأحد، الضوء على تجاهل مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، دعوات التهدئة.
وقالت الصحيفة إن المليشيا الإجرامية تواصل التصعيد العسكري، متجاهلين النداءات الأممية والتحذيرات العالمية من الخطر المحيق بالعالم، من فيروس كورونا المستجد.
وشددت على أن التصعيد الحوثي، تزامن مع التزام التحالف العربي، بالهدنة من جانب واحد، التي دخلت حيز التنفيذ في التاسع من أبريل الجاري، وسط ترحيب دولي، واتهمت المليشيا الحوثية، باستغلال غياب طيران التحالف لقصف الأحياء السكنية في مختلف المحافظات.
فيما قصفت مليشيا الحوثي من جديد، أمس السبت، القرى والعزل السكنية في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، متجاهلةً هدنة وقف إطلاق النار.
واستخدمت مليشيا الحوثي الإرهابية في عمليات قصف القرى والعزل السكنية، قذائف الهاون والهاوزر والآر بي جي بشكل هستيري، وتسببت عمليات القصف في حالة من الذعر والخوف والهلع بصفوف المدنيين.
وفي المقابل كشفت مصادر "المشهد العربي"، عن رصد مليشيا الإخوان المستترة برداء الشرعية قائمة تشمل 72 شخصية جنوبية، في محافظة سقطرى، لملاحقتها أمنيا، وبحسب المصادر ذاتها فإن مليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية، تعتزم التصعيد في المحافظة خلال الفترة المقبلة.
وكانت المليشيات الإخوانية قد اعتقلت الخميس، ستة ناشطين حقوقيين في سقطرى، فيما أصدر المحافظ الإخواني رمزي محروس، مذكرات اعتقال بحق الناشطين، بينهم "ضمداد وباوزير وبن قبلان"، وأمر باعتقال كل من يعرقل تشغيل محطة رجل الأعمال الإخواني المدعو أحمد صالح العيسي، المقرب من الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر.
وعلى النقيض تماماً استجاب المجلس الانتقالي لدعوات التهدئة، وكلفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء محسن عسكر، مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، للشؤون العسكرية، بتنفيذ قراراتها مع لجنة التهدئة للأوضاع العسكرية بالجنوب.
واستعرضت، خلال اجتماعها الدوري، اليوم الأحد، دور الهيئة، وجهودها لإزالة التوتر وتوفير مقومات الحوار لتوحيد الصف الجنوبي في مواجهة أعداء الجنوب، وشددت على التزام الطرف الآخر بترشيد خطابه الإعلامي المحرّض على الحرب، والذي التزم المجلس بتجنبه طوال الفترة الماضية.