إرهاب المليشيات.. الحوثي يترك سكان صنعاء لـأحضان السيول القاسية
واصلت المليشيات الحوثية الموالية لإيران مضاعفة الأعباء على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، متعمدةً صناعة أزمة إنسانية هي الأشد فداحة على مستوى العالم.
ففي محافظة صنعاء، كشف قال سكانٌ عن أنّ مليشيا الحوثي، تخلت عن واجبها في حمايتهم من أضرار سيول جارفة غمرت عدة شوارع.
وجرفت سيول غير مسبوقة شهدتها صنعاء وضواحيها، أمس الاثنين، منازل ومحلات تجارية وسيارات في المناطق الواقعة شرق وجنوب مدينة صنعاء ابتداء من شارع خولان وتعز وشميله.
وأفاد سكان بأنّ مليشيا الحوثي لم تحرك ساكنا كونها سلطة أمر واقع منوط بها حماية الناس ومصالحهم بطرق مختلفة تتمثل في الإخلاء والتحذيرات المسبقة وتحرك فوق الدفاع المدني.
وأكتفت المليشيات بإطلاق النار في الهواء والحديث عبر مكبرات الصوت لسكان صنعاء بعدم مغادرة منازلهم بعد أن كانت السيول قد تجاوزت المناطق المتضررة.
ورغم أنّ نشطاء وسكان مناطق صنعاء بدأوا الحديث عن السيول وتدفقها من مناطق خولان منذ الخامسة من عصر أمس، إلا أنّ المليشيات تجاهلت التحذيرات وتركت السكان يواجهون السيول الجارفة التي أتت على محلات وأسواق ومنازل وسيارات بأعداد كبيرة.
وأكد متخصصون في الدفاع المدني أن عدم تحرك المليشيات الحوثية للقيام بواجبها قبل وصول السيول إلى المناطق المنكوبة ساهم بدرجة رئيسية في مضاعفة الأضرار حيث كان بالإمكان تفادي الكثير من الخسائر من خلال عمليات إخلاء ونقل لمحتويات محلات وأسواق إلى مناطق آمنة خصوصا وأنه كان هناك وقت مناسب لتقليل الكلفة الباهضة التي دفعها السكان والتجار وأهالي المناطق المنكوبة.
وغابت كل قيادات المليشيات عن الحديث أو حتى الإشارة إلى الكارثة ولو بتناولات على منصات التواصل الاجتماعي، حتى كتابة هذا الخبر، بينما أشار نشطاء الى أن المليشيات تحضر فقط في جباية الأموال وتغيب حين يتعلق الأمر بواجباتها كسلطة أمر واقع.
تبرهن هذه الواقعة على أنّ المليشيات الحوثية تتعمّد صناعة أزمة إنسانية، وضعت اليمن كأسوأ بلدٍ للحياة على مستوى العالم.
حوثيًّا، تكشف الإحصاءات المحلية والإقليمية والدولية عن حجم المآسي التي يعيشها ملايين المدنيين في ظل سيطرة الحوثيين على بعض المناطق، حيث أقدمت المليشيات على ارتكاب كافة صنوف الانتهاكات والجرائم على النحو الذي كبّد المواطنين أعباءً لا تُطاق.
ومؤخرًا،كشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.
وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.
ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.
وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.
كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).
في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.