الشرعية تطعن التحالف العربي في سقطرى
رأي المشهد العربي
استطاع التحالف العربي أن يجنب أرخبيل سقطرى من الدخول في صراعات سياسية وعسكرية عديدة منذ عدوان الحوثي على بعض محافظات الجنوب، وذلك في محاولة للحفاظ على الموارد والثروات التي يمتاز بها الأرخبيل الذي يتمتع بموقع جغرافي مهم للغاية، غير أن الشرعية تقوم حالياً بتبديد تلك الجهود بعد أن زجت الجزيرة الهادئة في براثين الصراعات الأمنية.
وبدا واضحاً أن تحركات الشرعية في الوقت الحالي لا تنفصل عن زيادة التدخلات الإقليمية في الأزمة اليمنية تحديداً من قبل تركيا وقطر واللذان يعتبران أن هيمنة الشرعية على الأرخبيل بمثابة هزيمة للتحالف العربي الذي كشف خيانة الدوحة قبل ثلاث سنوات تقريباً، وبالتالي فإن تقوية شوكة الشرعية في المحافظة وإطلاق يد مليشيات الإخوان الإرهابية لارتكاب الجرائم اليومية يعد ضرباً مباشراً في خاصرة التحالف الذي حاول أن يجنب الجزيرة من الوقوع تحت سيطرة محور الشر.
دائما ما عملت وسائل إعلامية إخوانية خلال السنوات الماضية تشويه الدور الإنساني الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في الأرخبيل وصورت الأمر على أنه هيمنة من التحالف على الجزيرة الهادئة غير أن انسحاب الإمارات من الجنوب بدد تلك الأكاذيب، ما جعل الشرعية تلجأ إلى استخدام القوة في محاولة للسيطرة على المحافظة.
وظفت الشرعية المحافظ الإخواني رمزي محروس لتحقيق مصالحها السياسية والاستراتيجية في سقطرى، غير أنه من الواضح أن المحافظ الضعيف فشل في أن يشكل قاعدة لهيمنة الشرعية على المحافظة، الأمر الذي دفعها للزج بالعناصر العسكرية التي عملت على عسكرة المحافظة في محاولة أخيرة للسيطرة على الأرخبيل وضرب التحالف العربي الذي يحاول قدر الإمكان أن يصل لحل سياسي يُنهي الأزمة الحالية.
تدرك الأطراف الإقليمية المعادية للتحالف العربي أن إنهاء الأزمة اليمنية بالحلول السياسية لن يكون في صالحها، وبالتالي فإنها تسعى إلى تقويض تلك الجهود بأي طريقة، وهو ما يفسر التصعيد غير المنطقي في الأرخبيل بالوقت الحالي بعد أن أعلن التحالف التزامه بوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين.
تسعى الشرعية إلى خلق صراع جديد في سقطرى من دون أن يكون هناك تصريحات رسمية بشأن تلك التحركات التي تقوم بها على مدار الأيام الماضية وكأنها تفعل شيئاً في الخفاء، وتعول على اهتمام التحالف بتسليط الضوء على انتهاكات الحوثي لتمرير جرائمها، لكن الانتهاكات التي ترتكبها في سقطرى لا تقل فداحة عما تُقدم عليه العناصر المدعومة من إيران.
المجلس الانتقالي الجنوبي من ناحيته أعد العدة لمواجهة هذه الانتهاكات، وكذلك فإنه أبلغ التحالف العربي بالانتهاكات اليومية وشدد على ضرورة معالجة آثار التداعيات الأخيرة التي شهدتها المحافظة، وإزالة الإشكاليات التي تسببت فيها، وتجنيب المحافظة مخاطر الانزلاق إلى مربع خطير ستكون عواقبه كارثية على أبناء سقطرى المعروفين بالتعايش والطابع المدني.