نيران الجبهات.. مساعٍ حوثية خبيثة لإطالة أمد الحرب

الأربعاء 15 إبريل 2020 15:14:23
testus -US

واصلت المليشيات الحوثية اعتداءاتها المسلحة التي تفصح من خلالها عن رغبتها في إطالة أمد الحرب ونسف الآمال التي علقت بالهدنة التي أعلنها التحالف الحربي.

وشهدت الساعات الماضية، العديد من الخروقات الحوثية التي شنّتها المليشيات في الساحل الغربي، تأكيدًا لمساعيها الخبيثة نحو إطالة أمد الحرب.

وجدّدت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، القصف على الأحياء السكنية في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.

وأفادت مصادر محلية بأن المليشيات شنت قصف مدفعي استهدفت الأحياء السكنية في المدينة مستخدمة قذائف مدفعية الهاون الثقيلة.

وأضافت المصادر أنّ القصف الحوثي خلف حالة من الذعر والخوف والهلع في صفوف المدنيين القاطنين بمنازلهم بالمدينة.

في سياق متصل، دمّرت القوات المشتركة مدفع هاون تستخدمه مليشيا الحوثي لقصف منازل المواطنين ومواقع القوات في مديرية الدريهمي.

ووثّق تصوير جوي لحظة تدمير مدفعية اللواء الثاني عمالقة مربض لمدفع هاون تابع للمليشيات الحوثية في موقعه بجبهة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة بعد لحظات من إطلاقه القذيفة.

ويظهر الفيديو مشهد تدمير المربض بضربة مباشرة ومركزة من مدفعية اللواء الثاني عمالقة بعد لحظات قليلة من إطلاق المدفع الحوثي القذائف التي يخترق بها الهدنة.

ورصدت القوات المشتركة في الساحل الغربي خلال الساعات الماضية 45 خرقًا ارتكبتها مليشيا الحوثي في الحديدة، وشملت الخروقات عمليات قصف واستهداف طالت الأحياء والقرى السكنية في مختلف مناطق المحافظة.

وقال مصدر عملياتي في القوات المشتركة إنّ القرى السكنية في الجبلية نالت النصيب الأكبر من الخروقات الحوثية، إذ بلغ عددها 18 خرقًا تنوعت بقصف بقذائف الهاون والآر بي جي والأسلحة الرشاشة.

وأفاد المصدر بأنّ الأحياء السكنية في مدينة حيس تأتي بالمرتبة الثانية في قائمة تعداد الخروقات الذي وصل إلى 14 خرقًا، حيث أمطرت المليشيات المنازل بقذائف الهاون وبسلاح م. ط 23 وعيار الدشكا و 14,5 و 12,7.

وأشار المصدر إلى أنّ خروقات المليشيات في منطقتي الطور والفازة بلغ 7 خروقات، بينما بلغ عدد الخروقات الحوثية في التحيتا إلى أربعة خروقات باستهداف الأحياء السكنية بالأسلحة الرشاشة والقناصة.

وأوضح المصدر أنّ أقل حصيلة خروقات حوثية سجلت هي خرقان، الأول في مدينة الحديدة بسلاح 14,5 والثاني في مديرية الدريهمي بقذائف هاون سقطت على القرى السكنية.

وكان التحالف العربي قد أعلن ليمن، مساء أمس الأول الاثنين، أنّ إجمالي الخروقات من قبل المليشيا الحوثية لوقف إطلاق النار خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية بلغت ٩٥ خرقا.

وأوضح التحالف أنّ خروقات الحوثيين شملت أعمالا عدائية عسكرية بمختلف الأسلحة، وأكد التزام التحالف العربي بوقف إطلاق النار رغم خروقات الحوثيين، وقال: "نطبق أقصى درجات ضبط النفس ونحتفظ بحق الرد والدفاع عن النفس".

والأحد الماضي، أعلن التحالف أنّ إجمالي خروقات مليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار قد بلغت 241 اختراقًا.

وكان التحالف العربي قد أعلن على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين اعتبارًا من نهار الخميس الماضي.

وقال المالكي، في بيان، إنّ وقف إطلاق النار، يهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة، لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، لعقد اجتماع يجمع مختلف أطراف النزاع، واستئناف العملية السياسية.

وأرجع القرار إلى رغبة التحالف في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن والتخفيف من معاناة المواطنين، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار.

ولفت إلى أن الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب.

واعتبر متحدث التحالف أن قرار وقف النار جاء للوقوف مع الشعب اليمني، وأعرب عن أمله في استجابة مليشيات الحوثي لوقف النار، وقال إن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة في اليمن.

وأشار إلى بدء إجراءات لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا في اليمن، وأكّد أنّ الجهد الإنساني للتحالف العربي، يفوق جهده العسكري في اليمن.

خطوة التحالف تأتي في وقتٍ أصبح فيه العالم محتلًا من "كورونا"، ذلك الفيروس القاتل الذي غزا أغلب دول العالم وترك وراءه طوفانًا من القتلى والمصابين دون أن يعرف العالم له دواء إلى الآن، وفي ظل تردي البيئة الصحية اليمنية فإنّ الأمر يمثّل كابوسًا لن يتحمله أحد.

إقدام التحالف على الهدنة تُعبّر عن حرصه على حياة الناس، في خطوة لاقت ردود أفعال وترحيبًا على صعيد واسع، على أمل أن تسهم هذه الخطوة في حلحلة سياسية.

في المقابل، فإنّ الرد الحوثي عبر هذا التصعيد العسكري يبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل، وأنّ المليشيات لن تسير في طريق السلام، وأنّه مستمرة في إطالة أمد الحرب، وهو ما سيُكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.