الحديدة.. كيف حولها الحوثي إلى مسرح الموت الفظيع؟
تواصل محافظة الحديدة، دفع ثمن الإرهاب البشع الذي تمارسه المليشيات الحوثية على صعيد واسع، ما يُكبِّد المدنيين أثمانًا فادحة.
ووثقت القوات المشتركة، خلال الساعات الماضية، 38 خرقًا لمليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في محافظة الحديدة.
وتنوعت الخروقات بين جرائم القصف واستهداف الأحياء والقرى السكنية في مختلف مناطق المحافظة.
وبحسب مصدر في القوات المشتركة، ارتكبت المليشيات الإرهابية، 19 خرقا بمنطقة الجبلية، في هجمات بمدفعية الهاون وقذائف الآر بي جي والأسلحة الرشاشة.
وقال المصدر إنّ عدد الخروقات الحوثية على الأحياء السكنية في مدينة حيس بلغ أربعة خروقات، بينما بلغ عدد الخروقات في التحيتا ثمانية، بينها هجوم بسلام ثقيل عيار 23.
كما سجلت الاعتداءات الحوثية في الفازة، خمسة خروقات، وفي الدريهمي خرقين في هجومين بقذائف الهاون وعناصر قناصة.
ويرى محللون أنّ المليشيات الحوثية مصرة على تخريب العملية السياسية، والتمسك بخيار الفوضى، بديلاً عن المفاوضات حلاً للأزمة القائمة، وأنّ الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها مليشيات الحوثي هي مؤشر على رغبة الجماعة في السعي إلى استمرار الحرب، والبحث عن اهتمام إعلامي في ظل أولوية تصدي العالم لجائحة كورونا.
ولا يبدو أنّ المليشيات الحوثية مستعدة للانخراط في أي مسار نحو السلام، لا سيّما أنّ هذا الفصيل الإرهابي يُحقِّق الكثير من المكاسب على مختلف الأصعدة من جرّاء إطالة أمد الحرب.
وكانت الأمم المتحدة قد وجّهت - قبل أيام - دعوة عاجلة لوقف النزاع في اليمن، تزامنًا مع تحذيرات دولية عديدة تنبِّه إلى المخاطر الكارثية من وصول فيروس كورونا المستجد إلى اليمن.
وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرتش دعوته إلى وقف النزاع في اليمن، وقال إن النزاع تصاعد على الرغم من دعم وقف إطلاق النار من مختلف أطراف النزاع، وشدّد على ضرورة وضع حد للصراع الكارثي والكابوس الإنساني في اليمن، مطالبًا جميع أطراف النزاع بالجلوس حول طاولة المفاوضات.
وأوضح جوتيرتش: "يجب أن تكون هناك معركة واحدة فقط في عالمنا اليوم هي معركتنا المشتركة ضد فيروس كورونا".
بالتزامن مع دعوة جوتيرتش، واصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث جهوده من أجل إنهاء الحرب في اليمن، بعدما دخلت عامها السادس، وخلّفت واقعًا شديد البؤس، يدفع ثمنه المدنيون.
وسبق أن كشفت مصادر مطلعة عن أنّ جريفيث فتح أربع جبهات أممية، يسعى من خلالها لإنهاء الحرب، تتمثّل في وقف كامل لإطلاق النار في أرجاء اليمن كافة أولاً، وثاني الجبهات إجراءات إنسانية واقتصادية لتخفيف معاناة السكان، وثالثها استئناف عاجل للعملية السياسية، أما رابعها فهو تعزيز جهود مشتركة بين الأطراف لمواجهة خطر فيروس (كوفيد - 19) الذي يجتاح العالم.
وكشف مكتب جريفيث أنّه عقد سلسلة من المناقشات الثنائية مع الأطراف بشكل منتظم لبحث خطوات محددة، بشكل يومي، بهدف الجمع بين الأطراف في اجتماع (افتراضي) متلفز، من خلال الإنترنت في أقرب وقت ممكن.
حديث جريفيث عن حلحلة سياسية لا يجب أن يقابل بموجة تفاؤل كبيرة، فكثيرًا ما تمّ الإعلان عن خطوات مماثلة إلا أنّ شيئًا على الأرض لم يتحقق، فالمليشيات الحوثية واصلت ارتكاب الجرائم والخروقات وهو ما أطال أمد الحرب، وكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
وفيما دخلت الحرب عامها السادس، ومع بلوغ الأزمة الإنسانية حدًا أصبح من غير المقبول السكوت أمامه أكثر من ذلك، فإنّ الأمم المتحدة أصبحت مطالبة بالعمل فورًا على تغيير استراتيجيتها، لا سيّما فيما يتعلق بالضغط على المليشيات لإرغامها على السير في طريق السلام.