خيانة الإخوان المرعبة.. هل تمنح الحوثيين الانتصار الأكبر؟

السبت 18 إبريل 2020 14:24:05
testus -US

يمثِّل الدعم الإخواني للحوثيين السبب الرئيسي في تمكّن المليشيات الموالية لإيران من إطالة أمد الحرب، وإحكام قبضتها الغاشمة على مواقع عديدة.

وفي محافظة مأرب، حيث تتساهل المليشيات الإخوانية وتتيح الفرصة للحوثيين نحو مزيدٍ من التمدُّد، فإنّ المليشيات الموالية لإيران أصبحت قريبة من انتصار كبير يدعم نفوذها الإرهابي، وهو ما يُشكِّك تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي.

موقع "ميديا لاين" الأمريكي حذَّر من سقوط مدينة مأرب شرقي صنعاء، بيد مليشيا الحوثي، معتبرًا أنّه سيكون انتصارًا حقيقيًّا للنظام الإيراني ووكلائه في اليمن والمنطقة.

وأشار الموقع في تقريرٍ له، إلى استهداف الحوثيين قبل أيام، حقل نفط صافر في منطقة صرواح، في محافظة مأرب، وقال إنّ المعلومات تفيد بأنّ بعض زعماء القبائل في مأرب أظهروا بالفعل علامات الانحياز إلى الحوثيين، معتبرين إياهم الفريق الفائز.

وأضاف التقرير: "المحافظة معروفة بطبيعتها القبلية القوية ووفرة الأسلحة، فمن المرجح أن يستغرق الاستيلاء على المنطقة شهورًا إن لم يكن سنوات، مما يؤدي إلى مزيد من تدمير البنية التحتية والنزوح المتكرر لعشرات الآلاف من المدنيين".

وحال سقوط مأرب في قبضة الحوثي، فإنّ المليشيات ستكتسب ميزةً استراتيجيةً حيث أنّهم سيستولون على الموارد النفطية ويكونون قادرين على الالتفاف حول المعسكرات، ما يحد من قدرة التحالف العربي على الهجوم، ويشدد سيطرته على ميناء الحديدة للسيطرة على الشمال بأكمله في نهاية المطاف، وسيكون ذلك بتسهيلٍ كامل مع المليشيات الإخوانية.

وحملت الأشهر القليلة الماضية، كثيرًا من الفضائح التي انهالت على حكومة الشرعية، بعدما ارتكبت هذا الفصيل كثيرًا من الخيانات فيما يتعلق بعلاقاته النافذة مع المليشيات الحوثية.

علاقات الشرعية مع الحوثيين مثّلت طعنة غادرة من قِبل الحكومة في تعاطيها مع مجريات الأزمة الراهنة، حيث انخرطت الشرعية في تعاون سيئ السمعة مع الحوثيين في استهداف الجنوب ومعاداته.

كانت شحنة أسلحة وذخائر حاول سائق سيارة تهريبها في مارس الماضي إلى مليشيا الحوثي في تعز، من الجزء الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان بالمحافظة نفسها، قد فضح هذا العبث الذي تمارسه الشرعية.

واعترف السائق خلال التحقيقات التي تجريها وحدة من اللواء 35 مدرع، بأن قيادات عسكرية تنتمي لقوات الشرعية، تابعة لمليشيا الإخوان في تعز، سهلت له عملية التهريب.

علاقات الحوثي والشرعية تمثّلت في مؤامرة عسكرية مفضوحة، عبر إقدام المليشيات الإخوانية بتسليم جبهات ومواقع استراتيجية للمليشيات الحوثية، وتمثّل ذلك مؤخرًا في محافظتي الجوف ومأرب.

وتشير كافة التطورات العسكرية إلى أنّه لا يمكن التعويل على حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني في مجريات الحرب وسبل التعاطي معها.

ويعمل حزب الإصلاح على إطالة أمد الحرب باعتباره مرتبحًا بشكل رئيس من استمرار النزاع الراهن، سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو حتى ماليًّا، ومن أجل هذا الغرض يعمل الحزب الإخواني على فتح جبهات جديدة تُمكِّن المليشيات الحوثية من الاستمرار في حربها الشعواء.

المخطط الإخواني في هذا الإطار تضمّن ذلك تقوية علاقاته مع المليشيات الحوثية، وهي علاقات سيئة السمعة مثّلت طعنة غادرة من الفصيل الإرهابي المخترق لحكومة الشرعية بالتحالف العربي، على الرغم من الجهود الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة طوال السنوات الماضية.

وفيما حاول حزب الإصلاح فرض إطار من السرية على علاقاته مع الحوثيين، إلا أنّ هذه العلاقات فُضِح أمرها على صعيد واسع طوال الفترة الماضية، لا سيّما في أعقاب توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.

خذلان قوات الشرعية يفتح جبهات قتال جديدة، ويمكِّن الحوثيين من السيطرة على مناطق عديدة، على النحو الذي يهدِّد أمن المنطقة برمتها وليس اليمن فقط.

خيانات قوات الشرعية أمرٌ غير مستغرب، وقد أثبتت الحكومة أنّ بوصلتها لا تهدف إلى تحرير مناطقها من قبضة الحوثيين، إنما العداء للجنوب والنيل من أمنه واستقراره واستهداف مقدراته.