الحوثي يستغل غياب الرقابة الأممية ويغرق اليمن بالألغام
تسببت جرائم مليشيا الحوثي بحق المنظمات الأممية في ترك العديد من البعثات أعمالها في اليمن على مدار السنوات الماضية، وهو ما أفسح المجال أمام المليشيات الحوثية لإغراق اليمن في أكبر حقل ألغام مستغلة غياب الرقابة الأممية على الجرائم التي ترتكبها.
ولم تتوقف عمليات زراعة الألغام في المناطق التي تستطير عليها المليشيات الحوثية، ما يهدد سير الحياة اليومية للمواطنين بصورة طبيعية، إذ أن الألغام طالت مؤخراً المناطق المدنية والتي يتواجد فيها الأبرياء بكثافة، كما أن جهود منظمة "مسام" السعودية بمفردها لن يكون بإمكانها نزع جميع الألغام نظراً لكثافتها في مناطق متعددة.
واتهمت الشرعية أمس الأحد ميليشيات الحوثي الانقلابية، بتهديد المنظمات الإنسانية الأممية والدولية والفرق والبعثات الأممية، العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها والتحريض عليها.. ووصفت ذلك "بالتصرفات الإرهابية" والتدخل السافر في عمل المنظمات، مشيرة إلى أن ذلك يقوض عمليات التدخل الإنساني ويؤثر سلباً على الأسر الأشد فقرا والتي تحتاج للدعم المستمر.
وتمكّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن "مسام" خلال الأسبوع الثالث من شهر إبريل الجاري، من انتزاع 1,433 لغمًا منها 27 لغمًا مضادة للأفراد، و 263 لغمًا مضادة للدبابات و1,132 ذخائر غير متفجرة، و11 عبوة ناسفة.
وبلغ إجمالي ما جرى نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن 161 آلف لغم زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية في الأراضي والمدارس والبيوت في اليمن وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.
ويأتي المشروع استمراراً لجهود المملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة، حيث يسعى المشروع إلى تطهير مساعدة اليمن في تطهير المحافظات من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتدريب كوادر وطنيه يمنية على نزع الألغام، ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة في هذا المجال.
وأكد مركز حقوقي أن ميليشيات الحوثي تتحمل المسؤولية الكاملة عن زراعة الألغام بمختلف أنواعها، بما فيها الألغام البحرية، في مختلف أنحاء اليمن، مشيرا إلى أنها مازالت تزرعها حتى اللحظة في كل مكان تضع يدها عليه.
وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام والذي يصادف الرابع من أبريل من كل عام، إنه في الوقت الذي يحقق فيه العالم تقدما بالتخلص من بقايا الألغام الأرضية، فإن اليمن يغرق بحقول لامتناهية من الألغام المزروعة بشكل يستهدف المدنيين على وجه الخصوص.
وذكر أن أسوأ مظاهر الحرب في اليمن والتي تدخل عامها السادس هو الاستخدام غير المسبوق للألغام في أماكن متعددة وبدون خرائط واضحة، الأمر الذي يصعب معه أي جهود لإزالتها ولو مستقبلا.
وأشار المركز، وهو منظمة إقليمية حاصل على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، إلى نحو 8 آلاف ضحية للألغام معظمهم من النساء والأطفال على الأقل، فضلا عن عشرات الآلاف من مبتوري الأطراف الذين خلفتهم تلك الألغام.
وبحسب التقارير، فقد لقي نحو 55 شخصا حتفهم، وأصيب 50 آخرون من العاملين في برامج نزع الألغام حتى أواخر العام المنصرم 2019.
وقال المركز إن أكثر المناطق تضررا من زراعة الألغام هي الحديدة وتعز، وأكد البيان أن اليمن يجثو اليوم على أكبر حقل ألغام في العالم، ولن يتم كشف حقيقة تلك الكارثة إلا بعد أن تتوقف هذه الحرب وتظهر آثارها للعلن.