الشر وأهله.. كيف تصاعدت علاقات الشرعية والقاعدة؟
تمثل العلاقات مع تنظيم القاعدة، أحد أوجه الإرهاب الذي اتسمت به حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني.
الإعلامي صلاح بن لغبر كشف اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل تصاعد التعاون العلني بين مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية وتنظيم القاعدة الإرهابي.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "اعتراف رسمي وصريح ما يسمى باللواء الثالث حرس عائلي وفي بيان مطول له يعترف بأن القيادي المعروف بتنظيم القاعدة مصطفى مهدي يشغل مساعد قائد اللواء وقائدًا لمعسكر عكد".
وأضاف: "ولمن لا يعلم فإن قائد اللواء هو القيادي الإرهابي المعروف لؤي الزامكي أحد قيادات التنظيم التي شاركت في احتلال أبين 2011".
من أجل أن ينفّذ أجندته الإرهابية، سيطر حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي على مفاصل جيش الشرعية، بعدما ألحق إلى صفوفه عناصر إرهابية.
وعلى مدار السنوات الماضية، تمكّن حزب الإصلاح الإخواني من السيطرة على جيش الشرعية، عبر الزج بعناصر إرهابية تابعة له، حرّكت هذا المعسكر بما يخدم مصالح جماعة الإخوان.
حزب الإصلاح الذي تستّر وراء عباءة الشرعية بعدما سيطر على مفاصل حكومتها، أخذ في تعزيز تحالفه مع تنظيمات إرهابية من أجل تحقيق أهدافه وتعزيز نفوذه، وذلك من خلال التنسيق مع تنظيمي القاعدة وداعش واستقطب الكثير من عناصرهما إلى صفوفه.
وتُمثل العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين حزب الإصلاح الإخواني وتنظيم القاعدة، أحد أكثر الأدلة وضوحًا لحجم تفشي الإرهاب في معسكر حكومة الشرعية، الخاضعة لسيطرة الحزب الإخواني.
وحصل "المشهد العربي" - في وقتٍ سابق - على وثيقة أظهرت حجم الارتباط الوثيق بين قيادات حزب الإصلاح الإخواني في تعز، بالتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها أنصار الشريعة "القاعدة" وداعش.
وحملت الوثيقة رسائل متبادلة بين قيادات إخوانية في تعز، على رأسها ضياء الحق الأهدل، (أحد المتورطين في اغتيال العميد عدنان الحمادي)، مع أمير أنصار الشريعة (تنظيم القاعدة) حول أحد المختطفين.
وخاطب المدعو أبو البراء، أمير تنظيم القاعدة الإرهابي، أمين جامعة الإيمان علي القاضي، والقيادي الإصلاحي ضياء الحق السامعي، حول وضع المختطف سامي محمد العدوف في سجن النهضة الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان التابعة للشرعية.
وتساءل الإرهابي أبو البراء، في رسالته، عما انتهت إليه قضية العدوف، وحقيقة الفصل فيها.
ويملك حزب الإصلاح وقادته النافذون في حكومة الشرعية، علاقات قوية مع تنظيم القاعدة، ويقود هذه العلاقة الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقاتهما.
وتعود علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.
وكان دليلٌ آخرٌ قد فضح العلاقات بين الإخوان والقاعدة، حيث وفّرت مليشيا حزب الإصلاح مناطق تمركز لعناصر تنظيم القاعدة في المناطق الوسطى بمحافظة أبين.
وأصبحت معسكرات مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية في أبين تؤوي مجموعات على صلة بالقاعدة، استقدمتهم من البيضاء ومأرب إلى مديرية المحفد ومودية وشقرة بقرن الكلاسي.