سيول عدن وفساد الشرعية.. ألم يحن أوان المواجهة؟
جاءت السيول التي أغرقت العاصمة عدن هذا الأسبوع، لترفع راية إنذار جديدة تدعو إلى ضرورة مكافحة الفساد الذي تتسم به حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
وتعرّضت عدن لأمطار وسيول حادة، غمرت شوارع مديريات المنصورة والشيخ عثمان، ودار سعد، وألحقت أضرارًا بالمحال التجارية والمساكن الأرضية، وأدّت إلى توقُّف كلي لخدمات الكهرباء والمياه وشل الحركة، بعدما تحولت الشوارع إلى بحيرات.
وأدت السيول والأمطار الغزيرة التي انهمرت على مديريات العاصمة عدن إلى وفاة ثمانية مواطنين بينهم خمسة أطفال، وإصابة أربعة آخرين.
وأعلنت الأجهزة الأمنية أن المتوفين خمسة من سكان مديرية صيرة، وطفلين جرفتهما السيول في مديرية التواهي، وشخص بالعريش بالتماس كهربائي بسبب مياه الأمطار، فيما أصيب أربعة بينهم امرأة في حي الشيخ عثمان.
وأشارت إلى تضرُّر عدد من المنازل التي جرى رصدها كحصيلة أولية بين انهيار كامل وجزئي، منها نحو 66 منزلا انهيارا جزئيا في مدينة كريتر، ومنزل في التواهي بشكل كامل، وثمانية منازل في منطقة خور مكسر بشكل جزئي، ومنزل في الشيخ عثمان بشكل جزئي.
"الشرعية"، على مدار السنوات الماضية، أعدّت ونفّذت مؤامرة خبيثة عمدت من خلالها على صناعة أزمات حياتية بشعة، فإنّ أزمة غرق العاصمة عدن في السيول تمثل نتاجًا للإهمال المتعمد من قِبل حكومة الشرعية والفساد الذي تمارسه ليل نهار.
الخبير العسكري والاستراتيجي الإماراتي خلفان الكعبي قال إنّ حكومة الشرعية تتحمّل ما حدث في العاصمة عدن، مشيرًا إلى أنّ الشرعية استغلت موارد عدن لصالح قياداتها في الخارج.
الكعبي غرّد عبر حسابه على "تويتر": "عدن تغرق والشرعية تتفرج وتنتقد وتحمل المجلس الانتقالي المسؤولية.. موارد عدن لا تستغل لتحسين وضع أهل الجنوب وتذهب لقيادات الفنادق في الخارج هل هذا منطق؟.. عائدات مناطق الجنوب المفترض لأهل الجنوب وليس للشرعية الفاسدة".
كما قال الناشط السياسي المحامي يحيى غالب إنّ الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي والإرهابي علي محسن الأحمر يغرقان العاصمة عدن بالدم والفساد.
وكتب غالب عبر تغريدة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "هادي وعلي محسن وقيادة الإخوان المسلمين لديهم خيارات عديدة بإغراق عدن بالدم واقتتال جنوبي جنوبي وإما إغراقها بفسادهم وقتل سكانها جوع وفقر وغرق بالسيول والكوارث بسبب فساد منظومتهم".
وأضاف: "وضع لا يطاق ولا يمكن قبوله ومن يدعم هادي ومنظومته ويحمي فسادهم يعد شريك معهم".
ويمثل الفساد الذي تمارسه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، أحد الأسباب التي قادت إلى إطالة أمد الحرب، كما حقّق قادة هذا الفصيل ثروات ضخمة في وقتٍ يعاني فيه الملايين من أزمات إنسانية.
وعند الحديث عن فساد حكومة الشرعية، فإنّ الإرهابي علي محسن الأحمر يطل برأسه سريعًا، باعتباره سرطانًا نخر في كافة المؤسسات واستطاع تكوين ثروات مالية طائلة جرّاء ذلك، فيما جاء الدور حاليًّا على محاولة إتلاف المستندات التي تفضح فسادهم.
وعلى خطا الأحمر، سار الكثير من قادة نظام الشرعية، لا سيّما الموالون لحزب الإصلاح الإخواني، أولئك الذين استغلوا حالة الحرب من أجل مواصلة هذا الفساد الموثّق بعديد الاتهامات والأدلة دون أن يكون لذلك الفساد رقيبًا أو حسيبًا.
الفساد الإخواني جعل حكومة الشرعية تتقاسم إلى جانب المليشيات الحوثية مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية، بعدما تسبّبت الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح إطالة أمد الحرب عبر تحريف بوصلة الحرب صوب الجنوب وعاصمته عدن، وعبر ممارسات فساد ضخمة، ضاعفت من المأساة.