جهود المشتركة.. كيف تتصدّى للإرهاب الحوثي في الحديدة؟
واصلت المليشيات الحوثية الموالية لإيران، تلقي الكثير من الخسائر الميدانية على النحو الذي يُبشِّر بتهاوي هذا الفصيل الإرهابي.
وخلال الساعات الماضية، اندلعت اشتباكات جراء خروقات جديدة للمليشيات الحوثية جنوب الحديدة انتهت بخسائر في صفوفها وفشل ذريع في تحقيق الهدف.
مصادر عسكرية قالت إنّ بقايا جيوب المليشيات الحوثية المتمركزة في مناطق نائية جنوب شرق مديرية التحيتا هاجمت بالأسلحة الرشاشة مواقع عسكرية وحاولت التقدم بعناصر انتحارية صوب تبة ذات قيمة عسكرية في قطاع الجبلية ولكن دون جدوى.
وأضافت المصادر أنّ وحدات من القوات المشتركة اشتبكت مع عناصر المليشيات وحسمتها في 34 دقيقة بإخماد مصادر نيرانها، وتحقيق إصابات مباشرة في صفوفها.
وأكّدت أنّ وحدات الاستطلاع رصدت فرار عدد من عناصر المليشيات إلى مخابئ بين المزارع على خط زبيد وسرعان ما تم استهدافها بقصف مدفعي مركز.
وفي سياق خروقاتها لوقف إطلاق النار وجرائمها بحق المدنيين استهدفت المليشيات التابعة لإيران أحياء سكنية في مدينة حيس وقرى ومزارع المواطنين جنوب وجنوب شرق مدينة الدريهمي فيما ردت القوات المشتركة بالسلاح المناسب محققة إصابات مباشرة في مواقع المليشيات.
وكثيرًا ما أنزلت القوات المشتركة، في محافظة الحديدة، ضربات قاسية بالمليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ردا على حماقاتها المتكررة والمتزايدة.
وهذا الأسبوع، كشفت مصادر عسكرية أنّ هزيمة وطرد مليشيا الحوثي من الساحل الغربي، كسر هيبتها ومصداقيتها وفضحها بأنها عصابة عنصرية، تنفذ أجندة خارجية تخدم إيران، ما كبدت المليشيات خسائر كبيرة لم تتعافَ منها.
وأضافت المصادر أنّ هزيمة ميليشيا الحوثي وطردها من الساحل الغربي، مثل الانكسار الأكبر لها، وسادها الارتباك والانشقاقات، وهروب مقاتليها، وكان ذلك واضحًا في خطابات زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، الذي هدد في أحد خطاباته مقاتليه من التقصير أو التفريط والإرباك والقلق.
وهدّدت قيادة المليشيات، مقاتليها الذين هربوا من المعركة بعد تلقيهم ضربات موجعة بالتصفية، وحذرت عناصرها أن من سيتراجع سيتم قتله، فيما أكّدت المصادر أنّه بعد انهيار المليشيات في الساحل الغربي تمت تصفية العشرات من مقاتليها.
ومنذ أبريل حتى مطلع ديسمبر 2018، تمّت استعادة مساحات الساحل الممتدة من المخا وحتى مدينة الحديدة على البحر الأحمر وتأمين المناطق المحاذية لمديريات الساحل.
وبعد كسرها في معركة تحرير الساحل الغربي، واجهت المليشيات الحوثية انشقاقات ورفضًا مجتمعيًا من قِبل شخصيات وقيادات قاتلت معها، بعد انكشاف ضعفها، حيث أدركت القبائل - وفق المصادر - أنّ المليشيات تستخدم أبناءها لفرض مشروعها السلالي وفرض ولاية الفقيه.
وتصاعدت المعارضة المحلية لهيمنة الحوثيين وأدت إلى حوادث عنف متعددة شملت جماعات محلية وموالين سابقين للحوثيين، وواجهت المليشيات معارضة ومواجهة من داخل صفوفها وكذلك من القبائل والجماعات المجتمعية المعارضة لحكمها.
ومنيت المليشيات الحوثية بخسائر ضخمة خلال الفترة الماضية، حيث شيَّعت المليشيات خلال شهر ونصف ما يزيد على ألف صريع أغلبهم بضربات جوية اعترفت بهم كنمط من تمييز عنصري طائفي لفئة من مقاتليها.
وهناك أعداد مضاعفة من قتلى المليشيات من أبناء القبائل الذين تزج بهم في محارق الموت لا يلقون اهتمامًا وفي الأغلب تترك جثثهم في الأودية والشعاب والجبال.
وكان مصدر ميداني كشف نهاية مارس الماضي، عن مصرع عشرات من قيادات المليشيات الحوثية في ضربات جوية أبرزهم قائد جبهة المليشيات في صرواح المدعو أبو يعقوب الداعي مع عدد من مرافقيه بغارة جوية استهدفته في أحد المواقع التي كان يتحصن فيها.