الجنوب يرى النور
رأي المشهد العربي
بعد طول انتظار، لبّت القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، مطلب الشعب بأن تتخذ خطوات فاعلة على الأرض في مواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد الوطن من قِبل حكومة الشرعية.
أصبح اليوم الأحد "السادس والعشرون من أبريل" أحد الأيام الفارقة في تاريخ الجنوبيين، بعدما أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب، وقد نصّ القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقًا للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
هذه الخطوة التاريخية تحمل أهمية كبيرة في رحلة الجنوبيين نحو استرداد وطنهم وتمكين أصحاب الأرض من إدارتها، وكبح جماح أي محتل يسعى للنيل من أمن الوطن واستقراره، ويحاول نهب مقدراته، والحديث هنا عن "الشرعية المخترقة إخوانيًّا".
الكرة الآن أصبحت في ملعب الجنوبيين، وأصبح الوضع الراهن يستلزم تكاتفًا شعبيًّا ضخمًا وراء القيادة السياسية والعسكرية من أجل تحصين الوطن من المؤامرة الإخوانية.
الجنوبيون أصبحوا في أمس الحاجة لتغيرات جذرية، تضفي عليهم نوعًا من الحياة الهادئة المستقرة على أرضهم، ويتعلق هذا الأمر بضرورة العمل على ضبط عمل المؤسسات لا سيّما الخدمية بالإضافة إلى ضرورة مكافحة الفساد الذي غرسته "الشرعية" في الجنوب من أجل نهب ثرواته من جانب والتنغيص على مواطنيه من جانب آخر.
إقليميًّا، يُشير الواقع إلى ضرورة دعم الجنوب لما له من سابقات خير مع التحالف العربي في التصدي للمليشيات الحوثية الإرهابية، بالإضافة إلى مكافحة المشروع الإخواني المهيمن على الشرعية، وهذا المشروع يسير وفقًا لأجندة قطرية - تركية، تحمل عداءً كاملًا للتحالف العربي.
وأدّى الجنوب عبر قواته المسلحة، جهودًا ضخمة في التصدي للتنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها تنظيمي داعش والقاعدة، خلافًا لحكومة الشرعية التي تملك علاقات نافذة مع هذين التنظيمين، الخاضعين للإرهابي علي محسن الأحمر.
يُشير ذلك إلى أنّ الجنوب هو الداعم الحقيقي للمشروع القومي العربي الذي يحفظ أمن المنطقة ويتصدى للإرهاب الذي يُحاك ضد المنطقة برمتها، ومن هنا يتوجب دعم دولة الجنوب وحق شعبها في استرداد وطنه من الاحتلال الإخواني.