أزمة اليمن الصحية.. جهود دولية لمداواة جراح ضحايا الحرب الحوثية

الثلاثاء 28 إبريل 2020 13:04:24
testus -US

في الوقت الذي صنعت فيه المليشيات الحوثية أزمة صحية وإنسانية هي الأشد فداحة على مستوى العالم، تبذل المنظمات الدولية جهودًا من أجل مداواة هذه الجراح.

المكتب المحلي لمنظمة الصحة العالمية باليمن أعلن أنّه وفّر جلسات غسيل الكلى وأدوية السرطان لحوالي 37 ألف مريض.

وقال المكتب في بيان له، إنّ منظمة الصحة العالمية وشركاءها تمكنت من تقديم العلاج المستمر المنقذ للحياة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة تهدد حياتهم، من خلال تغطية ما يصل إلى 12 شهرًا من احتياجاتهم.

وأضاف البيان أنّه تمّ توفير جلسات غسيل الكلى وأدوية السرطان لحوالي 37 ألف مريض.

هذه الجهود الإغاثية تأتي في وقتٍ يعاني فيه القطاع الصحي من آثار مرعبة بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وخلّفت واقعًا شديد البشاعة.

وتعمَّدت المليشيات الموالية لإيران قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.

وهيمن الحوثيون على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.

في الوقت نفسه، فإن المليشيات الحوثية استهدفت القطاع الصحي أيضًا بسلسلة طويلة من الاعتداءات على المستشفيات، تعمّدت من ورائها العمل على تعطيلها وإخراجها عن الخدمة، على النحو الذي يضاعف من الأزمة الصحية.

ويشهد اليمن أكبر العمليات الطارئة التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي في أي مكان بالعالم، وتستهدف توفير الغذاء لنحو 12 مليون شخص شهريًّا من الأكثر ضعفًا وتضررًا بانعدام الأمن الغذائي، وقال البرنامج إنَّ هذا المستوى من الاستجابة حيوي لمنع انزلاق اليمن إلى هاوية المجاعة.

ويواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.

ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.

ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.