الخروقات الحوثية للهدنة الجديدة.. آمال السلام التي تُجهِضها المليشيات
في الوقت الذي دعا فيه العالم أجمع إلى ضرورة الالتزام بالهدنة التي أعلنها التحالف العربي، إلا أنّ المليشيات الحوثية تواصل العبث بهذا المسار عبر سلسلة طويلة من الخروقات التي تجهض آمال التهدئة.
ففجر اليوم الثلاثاء، أعلن التحالف العربي أنّ خروقات مليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار في اليمن بلغت 151 خرقًا خلال الـ48 ساعة الماضية.
وقال التحالف إنّ الخروقات شملت أعمالًا عسكرية عدائية، واستخدام أسلحة خفيفة وثقيلة، مشددًا على اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس بالالتزام بقواعد الاشتباك مع حق الرد المشروع في حالات الدفاع عن النفس في الجبهات.
والجمعة الماضية، أعلن التحالف العربي، على لسان الناطق باسمه العقيد الركن تركي المالكي، أنّ قيادة قوات التحالف قررت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر.
وقرر التحالف العربي في التاسع من أبريل الجاري، إعلان هدنة من جانب واحد في استجابة للدعوة الأممية للتهدئة لإيقاف التصعيد في مناطق النزاع لتوحيد الجهود في مواجهة فيروس كورونا.
وقال العقيد المالكي إن: "قيادة التحالف العربي تجدد التأكيد على أن الفرصة لاتزال مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وانتهت يوم الخميس الماضي، هدنة كان قد أعلنها التحالف قبل أسبوعين، إلا أنّ المليشيات الحوثية مارست العديد من الانتهاكات والخروقات لبنود هذه الهدنة التي علقت عليها الآمال لوقف الحرب الدائرة منذ ست سنوات.
وقبل أسبوعين، أعلن التحالف العربي على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة 14 يومًا.
وقال المالكي، في بيان، إنّ وقف إطلاق النار، يهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة، لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، لعقد اجتماع يجمع مختلف أطراف النزاع، واستئناف العملية السياسية.
وأرجع القرار إلى رغبة التحالف في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن والتخفيف من معاناة المواطنين، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار.
ولفت إلى أن الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب.
الرد الحوثي على الهدنة عبر التصعيد العسكري يبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل، وأنّ المليشيات لن تسير في طريق السلام، وأنّه مستمرة في إطالة أمد الحرب، وهو ما سيُكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
الواقع الراهن وفي ظل الخروقات الحوثية المتواصلة، فإنّ الخطوة الأهم في مثل هذا الحراك تتمثّل في الضغط على المليشيات وإجبارها على الالتزام بوقف إطلاق النار، والضغط عليها من أجل التوقف عن ممارسة هذه الانتهاكات التي تطيل أمد الحرب وتُكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث قد وجّه رسالة مع حلول شهر رمضان الكريم، في محاولة لاستغلال الوضع الراهن من أجل وقف الحرب وإنقاذ المدنيين من ويلات استمرارها.
جريفيث وجّه رسالة تهنئة للمواطنين بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، ودعا طرفي النزاع إلى أن يكون شهر رمضان الفضيل مصدر إلهام لإنهاء معاناة الشعب، قائلا:"ألقوا سلاحكم، وأطلقوا سراح كل من سلبه النزاع الحرّية، وافتحوا الممرات الإنسانية، وليكن شغلكم الشاغل تتسيق الجهود لمساعدة بلادكم في مواجهة تفشي فيروس كورونا".
وأضاف: "أتقدم بأطيب الأمنيات لكل فرد في اليمن بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك"، وعبر عن أمله في أن يحمل شهر رمضان الكريم منح السلام والتصالح والفرحة، داعيا إلى تعالي الأصوات منادية بالسلام والحق في مستقبل أفضل.
رسالة المبعوث الأممي التي تحمل كثيرًا من الآمال المعلقة على أن تأخذ الحرب استراحة، بعدما أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، وارتكبت العديد من الانتهاكات والجرائم.
في الوقت نفسه، فإنّ هذه الرسالة لا يمكن التعويل عليها كثيرًا في وقف الحرب، وذلك لأن المليشيات الحوثية تعمل على إطالة أمد الحرب وتسعى جاهدةً من أجل إطالتها.