أولى ثمرات الإعلان التاريخي.. الإدارة الذاتية تبدأ مداواة جراح الجنوب

الأربعاء 29 إبريل 2020 19:48:00
testus -US

بعدما أعلنت القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية، في خطوة نالت كثيرًا من الدعم والإشادة، فقد بدأت لجنة الإدارة الذاتية جهودها من أجل مواجهة المشكلات التي يواجهها الجنوب على الصعيد الحياتي والخدمي.

وعقد رئيس لجنة الإدارة الذاتية للجنوب، اللواء أحمد سعيد بن بريك، أمس الثلاثاء، اجتماعًا مشتركًا للجنة الإدارة الذاتية والفريق الاقتصادي للمجلس.

وناقش الاجتماع قضايا وملفات مُدرجة على جدول أعماله، أبرزها توصيات الفريق الاقتصادي المُقدمة للجنة، والملف الخدمي وآليات العمل للمراقبة والإشراف لمتابعة تطبيق الإدارة الذاتية.

كما ناقش الإجراءات والتدابير العاجلة الخاصة بالسياسة المالية والاقتصادية وآليات جمع الموارد والإيرادات، وعملية الإنفاق للإيفاء بالالتزامات الخدمية ومتطلبات المجتمع في ظل واقع الإدارة الذاتية التي أعلنها المجلس الانتقالي.

وأقرّ الاجتماع فتح الباب أمام إمكانية توسيع أعضاء الفريق الاقتصادي والاستعانة بالكوادر والكفاءات الاقتصادية والمحاسبية لتسهيل عمل الفريق، والاستفادة من الخبرات والتخصصات في القطاعات الاقتصادي والمالي والمصرفي.

وأصدر الاجتماع بعد مناقشة الأمور الاقتصادية، جُملةً من القرارات والتكليفات الموجّهة للجهات المعنية ذات الاختصاص.

وبشأن ملف الكهرباء، شرح رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة عدن، الدكتور عبدالناصر الوالي، من خلال تقرير، الجهود التي بذلت لإعادة المنظومة الكهربائية بطاقتها التوليدية الكاملة، بعد دخول محطة الحسوة والمحطات المستأجرة حيّز الخدمة.

وقدّم صورةً متكاملةً عن كمية المخزون الخاص بالمحطات وسُبل تأمين مخزونٍ كافٍ لتغطية حاجة المحطات الكهربائية خلال الفترة المقبلة.

أما بخصوص ملف المياه، فقدم الوالي شرحًا موجزًا عن وضع المياه في الوقت الراهن والجهود التي تبذل مع المؤسسة لضمان استقرار المياه ووصولها للمستفيدين في مديريات العاصمة عدن كافة.

وتطرق الاجتماع إلى مشروع الخطة والآلية الخاصة بعملية الرقابة والإشراف والمتابعة للمؤسسات والمرافق الحكومية والتي ستسند لفرق متخصصة من الكفاءات والشخصيات الإدارية والنقابية المشهود لها بالنزاهة لمتابعة وضمان تطبيق الإدارة الذاتية في العاصمة عدن ومديرياتها، وباقي محافظات الجنوب، حيث أقرّ الاجتماع إحالة المشروع للجنة القانونية لمراجعته وصياغته وإعادته للإقرار والتنفيذ.

وشدد الاجتماع على أهمية تضافر الجهود وتحلّي الجميع بالمسؤولية، وفي مقدمتهم كوادر وكفاءات المجلس الانتقالي والجنوب بشكل عام، للقيام بواجباتهم لتلبية تطلعات المواطن الذي يعلّق آماله على الإدارة الذاتية لتؤمن له حياة أفضل وعيشة كريمة، على الرغم من التركة الثقيلة من الفساد الإداري والمالي، والعبث الممنهج بمقدرات البلاد ومواردها.

وهذا الأسبوع، أعلنت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وقررت عقب اجتماع طارئ بحضور القيادات العليا للجيش الجنوبي، منذ قليل، إعلان الإدارة الذاتية للجنوب بدءا من ليل السبت "الماضي".

ونص القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ودعت الهيئة الجماهير إلى الالتفاف حول قيادتها السياسية ودعمها ومساندتها لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب.

كما قررت تشكيل لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد في الهيئات المركزية والمحلية، بتنسيق بين رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء القيادات المحلية للمجلس في المحافظات.

وكلفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اللجان الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية بتوجيه عمل الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب، بما لا يتعارض مع مصالح شعب الجنوب.

وطالبت الهيئة محافظي محافظات الجنوب ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب إلى الاستمرار في أعمالهم.

ودعت دول التحالف العربي والمجتمع الدولي إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية لتحقيق أمن واستقرار شعب الجنوب، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

وأرجعت الهيئة قرارها إلى تزايد المؤامرات وعدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والتوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر وإهمال أسر الشهداء والجرحى ودعم الإرهاب وقوى التطرف وانهيار الخدمات العامة.

وأشارت إلى استمرار صلف حكومة الشرعية وتسخيرها موارد وممتلكات شعب الجنوب في تمويل أنشطة الفساد وتهربها من تنفيذ التزاماتها في اتفاق الرياض بالتزامن مع صمت غير مبرر من الأشقاء في التحالف العربي.

بهذه الخطوة، تكون القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، قد لبّت مطلب الشعب بأن تتخذ خطوات فاعلة على الأرض في مواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد الوطن من قِبل حكومة الشرعية.

وأصبح يوم الأحد "السادس والعشرون من أبريل" أحد الأيام الفارقة في تاريخ الجنوبيين، بعدما أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب، وقد نصّ القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقًا للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

هذه الخطوة التاريخية تحمل أهمية كبيرة في رحلة الجنوبيين نحو استرداد وطنهم وتمكين أصحاب الأرض من إدارتها، وكبح جماح أي محتل يسعى للنيل من أمن الوطن واستقراره، ويحاول نهب مقدراته، والحديث هنا عن "الشرعية المخترقة إخوانيًّا".

الكرة الآن أصبحت في ملعب الجنوبيين، وأصبح الوضع الراهن يستلزم تكاتفًا شعبيًّا ضخمًا وراء القيادة السياسية والعسكرية من أجل تحصين الوطن من المؤامرة الإخوانية.

الجنوبيون أصبحوا في أمس الحاجة لتغيرات جذرية، تضفي عليهم نوعًا من الحياة الهادئة المستقرة على أرضهم، ويتعلق هذا الأمر بضرورة العمل على ضبط عمل المؤسسات لا سيّما الخدمية بالإضافة إلى ضرورة مكافحة الفساد الذي غرسته "الشرعية" في الجنوب من أجل نهب ثرواته من جانب والتنغيص على مواطنيه من جانب آخر.