قناة الجزيرة ..أجندة مشبوهة وإعلام مغرض
منذ نشأتها 1996عام وحتى الآن، عُرفت قناة الجزيرة القطرية بسياساتها العدائية التي وجهتها إلى غالبية الدول العربية، وهو الأمر الذي جعلها «القاسم المشترك» في العديد من الأزمات والتوترات التي شهدتها المنطقة العربية خلال العشرين عاماً الماضية، وذلك من خلال العشرات من السقطات المهنية التي تضمنتها برامجها المغرضة، وتقاريرها المضللة، وفيديوهاتها وأفلامها المفبركة. وفي سطور التقرير التالي ترصد «الاتحاد» أبرز السقطات المهنية التي وقعت فيها القناة القطرية:
على رأس السقطات المهنية التي وقعت فيها قناة الجزيرة القطرية، يأتي الفيديو المفبرك الذي أذاعته منذ ما يقرب من عامين، وزعمت فيه أن جنود الجيش المصري يقومون بتصفية عدد من الشباب المدنيين في شبه جزيرة سيناء، وقد خرج هذا الفيديو مفضوحاً ومكشوفاً، يمكن لأي مشاهد عادي أن يكتشف كذبه، وفي هذا الفيديو يظهر من وصفتهم القناة القطرية بالجنود المصريين، وقد أطلقوا لحاهم، مع أن الجيش المصري يمنع نهائياً إطلاق اللحى، وهم يرتدون خليطاً من الزي الصيفي والزي الشتوي، ويسيرون بهدوء ويتوقفون للتصوير لحظة ثم يعاودون السير، ثم تعلق الجزيرة على ذلك بقولها إن الجيش المصري يقتل أبناء سيناء، مستعرضة أحد الأطفال مع أحد ممثلي دور الجندي.
في إطار الحملات المشبوهة التي تشنها قناة الجزيرة القطرية ضد القوات المسلحة المصرية، أنتجت فيلماً مغرضاً حمل عنوان «العساكر»، هدفه الأساسي تشويه صورة الجيش المصري من خلال نشر والأكاذيب عن عملية تجنيد الشباب المصري، حيث وصفته بالقاسي وغير الإنساني، وزعمت أن المجندين في الجيش المصري يعانون من سوء المعاملة لاسيما من قبل الضباط.
تحريف متعمد.
في وقت سابق، تعمدت قناة الجزيرة القطرية تحريف تقرير نُشر في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أعده الكاتب الإسرائيلي ألون بن دافيد، وحاولت الجزيرة من خلال تحريف هذا التقرير الزعم بأن هناك هجمات إسرائيلية تمت في سوريا ومصر، في شبه جزيرة سيناء، بموافقة النظامين المصري والسوري، وذلك في محاولة لإثارة الرأي العام المصري ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
في أعقاب قيام ثورة 30 يونيو، والتي أطاحت حكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، سخرت قناة الجزيرة القطرية إمكاناتها وجهودها كافة لدعم ومساندة الجماعة الإرهابية على حساب حياة ملايين المصريين، حيث كانت تبث مسيرات وهمية من المحافظات المصرية، وتدعي أنها ضد إطاحة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي.
في أكثر من مرة، حاولت قناة الجزيرة القطرية اللعب على وتر الأحداث الطائفية التي شهدتها مصر خلال السنوات الست الماضية، وذلك بهدف إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط، وهو ما ظهر واضحاً في أعقاب تفجير كنيسة البطرسية بمنطقة العباسية بالقاهرة، وكذلك في أعقاب تفجير الكنائس في طنطا والإسكندرية، حيث حاولت القناة القطرية أن تحمل الدولة المصرية مسؤولية هذه العمليات الإجرامية، واستضافت العديد من الشخصيات التي حاولت إشعال الموقف والنفخ في نيران الفتنة الطائفية.
من الوقائع الفجة التي تثبت كذب وتدليس قناة الجزيرة القطرية تناولها بشكل مزدوج لتظاهرات ميدان التحرير بالقاهرة خلال أحداث 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013، حيث وجدنا الميدان يتسع ويضيق حسب موقف القناة السياسي، فقد تجمع في هذا الميدان أيام أحداث يناير 2011، حسب ما نشرته القناة في 18 فبراير على موقعها الرسمي، أكثر من أربعة ملايين مصري، لكن ذلك الميدان نفسه يضيق فجأة خلال ثورة 30 يونيو لإزاحة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسى، فلا يتسع إلا لعدد محدود، قدرته الجزيرة بـ516 ألف شخص، حسب تقرير قالت الجزيرة: «إنه تحليل استقصائي، تم إعداده بحساب مساحة الميدان والشوارع المحيطة».
صور مزورة
نالت الشرطة المصرية قدراً كبيراً من مسلسل التشويه التي تمارسه قناة الجزيرة القطرية ضد مختلف المؤسسات المصرية، فبعد سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، زعمت القناة القطرية في 27 يوليو 2013 أنها حصلت على صور تظهر عناصر الشرطة المصرية بجوار البلطجية يشاركونهم في الهجوم على المعتصمين المؤيدين للرئيس الإخواني المعزول مرسى أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، وعندما ترى الشريط الذي أذاعته الجزيرة، فإذا به قسمان لا علاقة لأحدهما بالآخر، القسم الأول أشخاص داخل المسجد لا يقترب منهم أحد يتحركون بحرية، ثم القسم الثاني وفيه سيارات شرطة خارج المسجد لا علاقة لها بما يجرى في داخل المسجد.
تزييف الأحداث
في 2015، وجهت القوات المسلحة المصرية ضربات جوية لمقار تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، وفي الوقت الذي خرجت فيه العديد من الأصوات المؤيدة لهذه الضربات، زعمت قناة الجزيرة أن الضربات المصرية كانت موجهة ضد المدنيين، وعرضت صورة لثلاثة أطفال على أنهم ضحايا الضربات الجوية المصرية، وتساءلت القناة القطرية:
ما ذنب هؤلاء الأطفال؟، وسرعان ما قامت قنوات أخرى بعرض صورة الأطفال نفسها مقرونة بتاريخ نشرها السابق ليتضح أنهم أطفال سوريون لا علاقة لهم بالضربات الجوية على مقرات داعش. منذ اندلاع التظاهرات على الساحة اليمنية في 2011، أفردت قناة الجزيرة القطرية مساحة كبيرة للحدث اليمني منذ بداية تصاعد الأحداث، حيث كانت التغطية موسعة بصنعاء وصعدة وعمران وعدن، والمناطق الأبعد مثل مأرب والجوف، خاصة أنها مناطق بترولية، ويتوقع أن يدور الصراع حولها، وتعمدت القناة إبراز الدور القطري في اليمن، بالرغم من أن مشاريع قطر في اليمن لم تأت ثمارها برغم مرور أعوام عدة على تدشينها، حيث تتعمد قطر تصدير صورة مزيفة عن دورها الخيري غير الموجود من الأساس.
برامج مضللة
أذاعت قناة الجزيرة القطرية العديد من البرامج المشبوهة والتقارير المفبركة التي تناولت الشأن الليبي، وتضمنت هذه البرامج وتلك التقارير الكثير من أوجه التزييف والخداع، لبث الرعب في نفوس الليبيين، وتضخيم قوة التنظيمات الإرهابية، وقد شرعت القناة القطرية في تخريب ليبيا منذ اللحظات الأولى لاندلاع أحداث 17 فبراير. كما حاولت تضليل الرأي العام الدولي حول عمليات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وقد اعتادت إعداد برامج تهاجم فيها الجيش الوطني الليبي كلما حدث لغط على الجماعات الإرهابية. عندما ألقى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي خطابه الأخير في الساحة الخضراء في ليبيا جاء على لسانه: «إذا كان شعبي ما يحبني فأنا لا أستحق الحياة»، لكن قناة الجزيرة كتبت على شريط الأخبار العاجلة، وهى تبث الخطاب أن القذافي يقول: «إذا كان شعبي ما يحبني فإنه لا يستحق الحياة».
على مدى العشرين عاماً الماضية، تعاملت قناة الجزيرة القطرية مع الملف الفلسطيني بشكل شاذ ومريب، وقد سبق للسلطة الفلسطينية إغلاق مكتب الجزيرة في 2009، بعد أن زعمت أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن قد تورط في وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأصدرت وزارة الإعلام الفلسطينية وقتها بياناً رداً على هذه الادعاءات، قالت فيه: «إن تغطية القناة القطرية غير متوازنة، واتهمتها بالتحريض على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية».
إذكاء الانقسام
على عكس ما تزعمه السلطات القطرية حول سعيها الدؤوب لوضع نهاية للانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، عملت قناة الجزيرة على توسيع الفجوة وحدة الخلاف بين حركتي فتح وحماس، حيث تنحاز تماماً لحركة حماس، وقيادات هذه الحركة ضيوف شرف دائمين على شاشاتها، فضلاً عن استضافتها للمتحدثين باسم الجيش والحكومة الصهيونية لتبرير مذابح إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وجهت قناة الجزيرة القطرية العديد من برامجها وتقاريرها المشبوهة من أجل دعم العناصر التخريبية في الدول الخليجية، حيث استضافت بعض العناصر التخريبية التي تسعى إلى نشر الفوضى في البحرين، وفي عام 2010 تم إغلاق مكتب الجزيرة بالكويت بعد رفض القناة إلغاء استضافة أحد النواب في مجلس الأمة الكويتي على خلفية تغطية أحداث ديوانية الحربش. كما استضافت نشطاء لمهاجمة السياسة السعودية.
بعد إعلان الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، عن قطع علاقاتها مع قطر، سعت قناة الجزيرة إلى فبركة العديد من الوقائع، حيث نشرت صوراً ومقطع فيديو لتظاهرات وقعت أمام مقر رئاسة وزراء بريطانيا في لندن للمطالبة باستقالة تيريزا ماي، وادعت أنها من أمام سفارة الإمارات لدى لندن.
تحريف التصريحات
من أبرز وقائع التحريف التي تثبت انعدام المهنية لدي قناة الجزيرة القطرية، تحريفها لتصريحات الرئيس الأميركي ترامب في أعقاب إعلان الرباعي العربي عن قطع العلاقات مع قطر، والذي أكد فيها الرئيس الأميركي أن قطر لها تاريخ طويل في تمويل الإرهاب، واستبدلت الجزيرة كلمة الإرهاب بالتطرف في تصريحات ترامب. تعمدت قناة الجزيرة القطرية فبركة تصريح على لسان المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، «روبرت كولفيل» بأن «مطالبة دول عربية قطر بإغلاق قناة الجزيرة يعد هجوماً غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي»، وبعد أقل من 24 ساعة من نشر هذا التصريح أصدرت المفوضية بياناً أعربت فيه عن أسفها لما ورد من أخبار غير دقيقة في قناة الجزيرة.
في أحد تقاريرها المفبركة، زعمت قناة الجزيرة القطرية أن فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، أعربت عن أسفها تجاه الانتهاكات في حقوق الإنسان المتصلة بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الناجمة عن مقاطعة قطر، وأنها أشادت بالطريقة التي تدير بها دولة قطر هذه الأزمة، وهي التصريحات التي نفاها مكتب بنسودا لـCNN، موضحاً أن المدعية العامة لا تعلق أبداً على المسائل السياسية.