بين وباء كورونا وضربات الحوثي.. الحصار واحد في الحديدة
تعاني محافظة الحديدة الساحلية أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب اشتداد الضربات الحوثية على المدنيين بجانب إجراءات مكافحة كورونا بعد أن فرضت المليشيات الإرهابية حظراَ كاملاً على مدينة الصليف الواقعة شمال المحافظة، وهو ما يؤدي إلى تعرض المواطنين إلى حصار كامل نتيجة الاعتداءات الحوثية والوباء الذي عرف طريقه إلى المحافظة في أعقاب الإعلان عن أول حالة قبل يومين.
ولم تلتزم المليشيات الحوثية بالهدنة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية قبل شهر تقريباً وتستمر في خروقاتها اليومية عبر استهداف منازل اليمنيين غير عابئة بالظروف التي يعانونها في شهر رمضان الكريم بالتوازي مع انتشار الجائحة العالمية، وهو ما يفاقم الأوضاع الإنسانية في المحافظة الواقعة على الساحل الغربي.
فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية، السبت، حجراً صحياً كاملاً على مدينة الصليف شمالي محافظة الحديدة؛ عقب تأكيد أول إصابة بوباء "كورونا" المُستجد، ومنعت مليشيا الحوثي الدخول والخروج من مدينة الصليف، خشيةً من انتشار الفيروس.
وتعود الحالة المُسجلة بالفيروس، لسائق شاحنة يعمل في إحدى المجموعات التجارية وكان قادماً من مدينة تعز، حيث جرى وضعه في الحجر الصحي بمستشفى السلخانة، وعزلت مليشيا الحوثي أيضاً قواتها المتواجدة في المنطقة، خوفاً من انتقال الفيروس إلى جبهاتها في الحديدة.
ويتخوف الكثيرون من انتشار الوباء بالمحافظة وذلك مع احتدام العمليات العسكرية، وهو ما انعكس على تردي الوضع الصحي بشكل كبير وكذلك أصيبت المرافق الصحية أصيبت بالشلل في ظل عدم اهتمام الحوثيين باستقبال المرضى من الحالات الحرجة سوى من لديه وساطة لدى مشرف حوثي، في الوقت الذي غابت فيه الكوادر الطبية المؤهلة.
ويعاني العديد من الأمهات والأطفال وكبار السن من عدم وجود أماكن في المستشفيات، وكذا من يعانون من الأمراض المزمنة، إضافة إلى مرضى الفشل الكلوي الذي يفوق عددهم الخمسمائة مريض، وتتسبب مشكلات الصرف الصحي وطفح المجاري في انتشار كثير من الأوبئة والأمراض القاتلة، مثل "الكوليرا والملاريا وحمى الضنك".
وكذلك تعاني المحافظة من زيادة معدلات سوء التغذية المرتفعة في المحافظة، إضافة إلى المخاوف الكبيرة التي ظهرت مؤخراً مع تسجيل حالات مؤكدة لوفيات ومصابين بفيروس كورونا.
ومع كل هذه الظروف الصعبة لم توقف مليشيا الحوثي من جرائمها واعتدت العناصر المدعومة من إيران، اليوم الاثنين، على قرى في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وذلك في هجوم بالأسلحة الثقيلة.
وأكدت مصادر محلية، أن المليشيات الإرهابية أطلقت قذائف مدفعية الهاون الثقيل على المديرية بشكل عشوائي، كما فتحت نيران أسلحتها المتوسطة على المواطنين، وركزت مليشيات الحوثي الإرهابية، هجماتها خلال شهر رمضان الفضيل على المدنيين، باعتداءات استخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة.
وكذلك شنت مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، مساء اليوم الاثنين، هجوما على المواطنين في منطقة الجبلية، جنوب محافظة الحديدة، وجددت المليشيات اعتداءاتها في ساعات المساء بالأسلحة القناصة والأسلحة الرشاشة المتوسطة.
وأطلقت المليشيا الإجرامية النار، بحسب مصادر محلية، النار بكثافة صوب منازل المواطنين في المنطقة، وكشفت المصادر عن استهداف عناصر المليشيا للمواطنين بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة.