سجون الإخوان في تعز.. مقاصل تذبح المعارضين
على غرار المليشيات الحوثية، توسّعت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية في إنشاء السجون السرية التي تحوَّلت إلى مقاصل يذوق فيها معارضو الإخوان الموت كل يوم.
ففي جريمة إخوانية جديدة، أعلنت أسرة الشاب أيمن الوهباني، دفنه، بعد أربعة أشهر من العثور عليه ميتا بظروف غامضة داخل سجن سري لمليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية، في محافظة تعز.
وأوضحت الأسرة، في بيان، أنها شيعت جثمان الضحية احتراما لآدميته بعد مرور أربعة أشهر على وفاته، بعد وعود كاذبة بالتحقيق من الجهات العسكرية والقضائية الخاضعة لمليشيا الإخوان الإرهابية، في واقعة اختطافه وإخفائه وقتله.
وأعلنت أسرة الوهباني أنها ستنشر قريبا شريطا وثائقيا مصورا عن ابنها، ستكشف فيه الجريمة من جميع النواحي، مع عرض جميع الوثائق، وبثه على القنوات الفضائية.
وعلى مدار الأشهر الماضية تعددت حالات الوفاة داخل سجون الإخوان في تعز، ففي مارس الماضي، توفي أحد المختطفين متأثرًا بجراحه جراء عمليات التعذيب الوحشي التي تعرض لها.
وأكدت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي" وفاة مجيب أحمد الراجحي في سجن الشرطة العسكرية بتعز الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان، بعد أسابيع من اختطافه.
وكشفت أن المختطف وصل إلى مستشفى الثورة جثة هامدة بعد تعرضه للتعذيب في أحد السجون السرية للشرطة العسكرية.
واختطفت قوة عسكرية – بحسب المصادر - الضحية في أواخر شهر فبراير الماضي، من أمام محل يعمل فيه بمنطقة بير باشا، بذريعة إنه أحد الخلايا الحوثية، وأودعته سجن الشرطة العسكرية، قبل أن يتوفى تحت للتعذيب.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن وجود ما يقرب من 30 سجنًا في محافظتي تعز ومأرب شيدتها مليشيا حزب الإصلاح لا تخضع للإشراف القضائي، وأن العناصر الإرهابية التابعة للإصلاح هي من تقوم بالإشراف عليها.
وسبق أن كشفت لجنة حقوقية، مكلفة بمتابعة قضايا المخفيين في تعز، عن جرائم مروعة ترتكبها مليشيا الإخوان، ووثقت وجود 16 سجنا سريا و70 مخفيا، موضحة أنه منذ سيطرة مليشيا الإخوان على المدنية في العام 2015 لم تفرج سوى عن حالتين أحدهما بترت ساقه وأجبر على مغادرة المدينة بعد تهديد أسرته، وأخرى تمت بواسطة الصليب الأحمر الدولي لمصاب بالفشل الكلوي.
وبين الحين والآخر، تشن أجهزة الأمن والاستخبارات الإخوانية بالمدينة حملات اعتقالات ومداهمات واسعة على عشرات الفنادق والمنازل داخل المدينة، وتقوم باعتقال العشرات من المواطنين.
وقبل أسابيع، نفذت مليشيات الإصلاح حملة الاعتقالات شملت العديد من القادمين إلى المدينة في نقطتي الضباب والبيرين التي تسيطر عليهما مليشيا الإصلاح، واستهدفت العديد من الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى القادمين للمدينة من الساحل الغربي ومدينة عدن والمحافظات الأخرى.
وقامت مليشيا الإخوان بإخفاء عشرات المعتقلين في سجون الاستخبارات العسكرية والأمن السياسي والسجون السرية التي تديرها خارج مؤسسات الدولة، كما أن معظم المعتقلين من محافظات أخرى وليسوا من أبناء تعز، وأن أهاليهم لا يعرفون عنهم شيئاً.
واعتبر مراقبون أن ما تقوم به مليشيا الإصلاح بتعز من اعتقالات ومداهمات وإخفاءات قسرية لعشرات المواطنين جريمة جديدة تضاف إلى جرائم المليشيا الإخوانية التي ترتكبها بحق المدنيين في مدينة تعز.
وفي وقت سابق، دعت منظمات حقوقية دولية ومحلية إلى التحرك السريع والجاد والعمل من أجل الكشف عن مصير المعتقلين الجدد والمعتقلين السابقين في سجون حزب اﻹصلاح الخاصة أو في سجون الأجهزة الأمنية التي تديرها.