النار التي قد تلتهم الجميع.. كورونا وغياب الشفافية الحوثية
لا تزال أزمة جائحة كورونا تفرض بنفسها على الساحة، فيما يتعلق بتعامل المليشيات الحوثية مع هذه الأزمة التي روّعت العالم أجمع.
وفيما تعهد المليشيات الحوثية بالتعامل بشفافية فيما يتعلق بأزمة كورونا، إلا أنّه لا يمكن الثقة بحالٍ من الأحوال في أي تعهُّد للحوثيين لأنّ المليشيات تمارس نوعًا من التضليل قد يحرق الجميع.
مصادر مطلعة كشفت عن أسباب تعليق منظمة الصحة العالمية لنشاط موظفيها في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، وإنهاء التعليق، في توضيح صادر عن المنظمة.
وقالت المصادر إنَّ منظمة الصحة زوَّدت اليمن بأكثر من 50 ألف فحص لفيروس كورونا بينها 20 ألف فحص لوزارة الصحة في صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية.
وأضافت أنَّ المليشيات أبلغت المنظمة قبل يومين بنفاد الفحوصات وطلبت كمية جديدة منها، موضحةً أنَّ منظمة الصحة العالمية طلبت من وزارة الصحة الخاضعة للمليشيات تزويدها بنتائج الفحوصات السابقة إلا أنها رفضت خوفا من انكشاف، الأمر وهو ما دفع المنظمة إلى تعليق عملها في مناطق سيطرة الحوثيين قبل أن تعلن اليوم عن إعادة عملها بعد تعهد حوثي بالشفافية في الإعلان عن حالات كورونا.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت في وقتٍ سابق، أنَّ تعليق المنظمة لنشاط موظفيها في صنعاء بهدف الضغط على المليشيات لتكون أكثر شفافية بشأن حالات كورونا المشتبه فيها.
وتصر المليشيات الحوثية على إخفاء الحقائق ضمن تعاملها المروّع مع أزمة كورونا، على النحو الذي قد ينشر الجائحة على صعيد أوسع نطاقًا.
وتواصل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تكتمها على حالات الإصابة بفيروس كورونا في محافظة إب الخاضعة لسيطرتها.
ودأبت المليشيات على إخراج جثث ضحايا الفيروس من مستشفيي الثورة العام وجبلة، خلسة لأهالي المتوفين، بعد تحذيرهم من الإفصاح عن أي معلومات عن حالات ذويهم.
وكشفت مصادر عن وفاة شاب مشتبه في إصابته بفيروس كورونا، مشيرةً إلى أنه كان يعمل في إحدى المنظمات، وخالط الكثيرين قبل ظهور الأعراض عليه.
وضمن التعامل الحوثي المريب، لم تمنع جائحة كورونا التي تفشت بشكل واضح في مناطق المليشيات، من أن تتوسّع في طائفيتها البغيضة.
وهذا الأسبوع، كشفت مصادر محلية عن تجاهل مليشيا الحوثي للإجراءات الاحترازية من وباء كورونا وتحذيرات منظمة الصحة الداعية إلى عدم الازدحام، حيث عمدت إلى إقامة دوراتها في شوارع وأحياء صنعاء.
وقالت المصادر إنَّ مليشيا الحوثي تطالب الأهالي بالامتناع عن الخروج أحيانًا فيما يطرقون عليهم الأبواب لحضور أمسيات دينية، شبيهة بأعراس النساء، ويتم فيها تناول القات والتدخين (المداعة) وتقوم إحدﻯ "الزينبيات" بإلقاء محاضرة عن المسيرة القرآنية، ويتم ترديد الصرخة بين فقرة وأخرى.
وأضافت أنّ إقامة التجمعات النسوية فرضت على كل حارة وأن يتم اختيار منزل أو أكثر ليتم فيه بشكل يومي إلقاء الفعاليات الطائفية تتفيذا لأوامر مليشيا الحوثي.
إقدام الحوثي على تنظيم هذه التجمعات في صنعاء تأتي في وقتٍ شهدت فيه المحافظة تفشيًّا ملحوظًا لجائحة كورونا، حيث أفادت مصادر طبية، اليوم الجمعة، بأنّ صنعاء تسجل عشرات الإصابات بفيروس كورونا يوميًّا، ولكن الحوثيين مصممون على إنكار الحقيقة، ويتكتمون على الجائحة التي باتت تضرب معظم أحياء المدينة التي حوّلوها إلى بؤرة لانتشار الوباء.