ساعة الصفر.. اعتزام عسكري لاستئصال سرطان الإخوان من الجنوب
بينما استعرت المؤامرة الإخوانية على الجنوب وتفاقمت الاعتداءات التي تشنها المليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب وشعبه وتجلّت في محافظة أبين خلال الأيام الماضية، فإنّ الجنوب يقف ملتزمًا بالدفاع عن نفسه وصد ما يهدِّد أمنه واستقراره.
وفي هذا الإطار، تعهَّد قائد اللواء الثامن صاعقة العميد صالح عيدروس الجفري، بتحرير منطقة شقرة من مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية.
وقال في تصريحات صحفية، إنَّ القوات في انتظار ساعة الصفر لاقتحام وتحرير شقرة، وتطهيرها من المليشيات الإخوانية الإرهابية، التي أعلنت الحرب فجر الثلاثاء الماضي.
واعتبر العميد الجفري أنَّ تحرير محافظتي أبين وشبوة، وكافة المناطق الجنوبية مجرد مسألة وقت، مشددًا على اعتزام القوات الجنوبية على اجتثاث الإرهاب.
التصعيد الإخواني في محافظة أبين يمثِّل انتهاكًا إخوانيًّا جديدًا لبنود اتفاق الرياض، الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، في محاولة من قِبل الشرعية للتصعيد العسكري على الأرض، على النحو الذي يفضح المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب.
في الوقت نفسه، فإنّ "الشرعية" التي تركت أراضيها أمام الحوثيين يسرحون ويمرحون بها، تؤكِّد من جديد أنّ بوصلتها متوجهة نحو الجنوب وأراضيه وفي مقدمته العاصمة عدن، في وقتٍ تمارس فيه ما يمكن أن نسميه انبطاحًا أمام المليشيات الحوثية، ولا تقتصر على خسارة الجبهات بل تقوم أيضًا بتسليمها للحوثيين ضمن مسلسل مفضوح من الخيانة والتآمر.
وفيما يبدي الجنوب التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض حرصًا على إفساح المجال نحو الاستقرار السياسي على النحو الذي يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ إقدام مليشيا الإخوان على التصعيد العسكري على هذا النحو يقود الجنوبيين إلى الدفاع عن أراضيهم ومواجهة هذه الاعتداءات من منطلق "الدفاع عن النفس".
وبرهنت مجريات التطورات السياسية والعسكرية على مدار الأشهر والسنوات الماضية، أنّ مكافحة الإرهاب واستئصاله بشكل كامل تكون عبر التعويل على الجنوب وقواته المسلحة.
فطوال الفترة الماضية، قدّمت القوات الجنوبية بطولات عظيمة في مكافحة الإرهاب ليس فقط في الجنوب لكنّها أيضًا دافعت عن الأمن القومي العربي عبر التصدي لمثل هذه التنظيمات المتطرفة.
يُستدل على هذا الواقع بنتائج العمليات والبطولات التي قدّمتها القوات الجنوبية عبر طرد الحوثيين من الجنوب شر طردة، واستئصال التنظيمات المتطرفة من أراضيه، دعمًا لجهود التحالف العربي في مكافحة الإرهاب.
في المقابل، فإنّ الواقع العسكري برهن على أنّ التحالف العربي لا يمكنه التعويل على حكومة الشرعية وهي في ظل الاختراق الإخواني عبر حزب الإصلاح فيما يتعلق بالحرب على المليشيات الحوثية، وهذا يرجع إلى أنّ حزب الإصلاح الإخواني ارتكب كثيرًا من الخيانات عبر تسليم مواقع استراتيجية وتجميد جبهات أخرى على النحو الذي مثّل خدمة مباشرةً للحوثيين في صفقات مفضوحة بين هذين الفصيلين الإرهابيين.
اللافت أنّ الأمر لم يقتصر على خيانات عسكرية مفضوحة في الجبهات، بل أقدمت حكومة الشرعية على التشكيك في نوايا التحالف العربي ومحاولة إلصاق الاتهامات به لتحميله مسؤولية أي فشل تقع فيه حكومة الشرعية.
هذا الواقع الذي أصبح واضحًا أمام الجميع، يستلزم دعمًا كاملًا للجنوب وقواته المسلحة من المحيط العربي، بالنظر إلى الجهود التي أدّاها الجنوب في مكافحة الإرهاب ونواياه الصادقة في الحرب على الحوثيين.