الشرعية بين كماشة القوة العسكرية والرفض الشعبي في الجنوب

الجمعة 15 مايو 2020 21:01:24
testus -US

رأي المشهد العربي

تجد مليشيات الشرعية نفسها بين كماشة القوة العسكرية بفضل بطولات القوات المسلحة الجنوبية والرفض الشعبي المناوئ لها في الجنوب، ما يجعلها محاصرة في شبوة وأبين من دون أن تستطيع التحرك قيد أنملة ويعجل بهزيمتها التي بدت ملامحها ظاهرة من خلال تقهقر قواتها وهروبها، في وقت تحاول فيه البحث عن حلول لإنقاذ نفسها من المأزق الذي أوقعت نفسها به.

لم تكن الشرعية مدركة بأن هجومها على أبين سوف يفجر أمامها كل هذا الرفض الشعبي والقوة العسكرية أيضاً، وكان بمخيلتها أنها استطاعت خداع القوات المسلحة الجنوبية عبر إشعال الأوضاع في أرخبيل سقطرى خلال الشهر الماضي، غير أنها تلقت هزيمة في المحافظتين، والأكثر من ذلك أن جرائمها ضاعفت الغضب الشعبي تجاهها بعد أن اعتدت على المواطنين الأبرياء في هذا الشهر الكريم.

واجهت الشرعية في سقطرى انتفاضة شعبية دفعت محافظها الإخواني رمزي محروس للهروب من مقر عمله، وكذلك فإنها فوجئت بأنها أمام قوة عسكرية دفعتها للتراجع عن النقاط العسكرية التي حاولت نصبها في المحافظة، بل أنها اضطرت إلى التهدئة مرغمة بعد أن وجدت نفسها لا حول لها ولا قوة وسط أبناء الجنوب الذين دافعوا عن محافظتهم ببسالة وشرف.

الأمر ذاته تكرر في أبين، إذ أعلنت قبائل أبين ومشائخها وأعيانها وقوفها الكامل مع القوات الجنوبية، وأكدت جاهزيتها التامة للمشاركة في تحرير ما تبقى من المحافظة، وأمهلت الشرعية يومين للخروج من المحافظة، وكذلك فإن المليشيات الإخوانية تعرضت لهزائم ساحقة على يد القوات المسلحة الجنوبية وانسحبت من المواقع التي حاولت التقدم إليها.

حصار الشرعية ظهر من خلال قدرة القوات الجنوبية على إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي كانت تنوي القيام بها، كما أنها ألقت القبض على العشرات من أتباعها الذين كانوا يحاولون إثارة الفوضى في محافظات الجنوب كبديل للخسائر العسكرية التي تتعرض لها، غير أن الجهود الاستخباراتية الجنوبية الفاعلة، وقيام أبناء الجنوب بأدوارهم في الإبلاغ عن المجرمين يجعل الشرعية تصارع الموت بين لحظة وضحاها.

التكاتف الشعبي بين القوات المسلحة الجنوبية وأبناء المحافظات البواسل أجهض مخطط الشرعية الذي حاول اللعب على وتر الاستعانة بالتنظيمات الإرهابية لإرهاب أبناء الجنوب، وبعث هذا التكاتف رسالة مهمة بأن تسلح الشرعية بالإرهاب لن يستطيع تحقيق انتصارات تذكر في مواجهة شعب الجنوب المؤمن بقضيته.

القوة العسكرية والشعبية للجنوب تعد بمثابة نجاح إضافي للمجلس الانتقالي الذي عمد على لملمة صفوف الجنوب وتوحيد المواطنين تحت لواء استعادة الدولة، وأن النجاحات السياسية والدبلوماسية التي حققها منذ تأسيسه دشنت جسور الثقة والتفاهم بين قياداته وأبناء الجنوب المخلصين.