توابع إرهاب المليشيات.. السيول تجرف ألغام الحوثي إلى السعودية
تمثل الألغام، التي أغرق بها الحوثيون اليمن، أحد أبشع صنوف الإرهاب الذي مارسته هذه المليشيات المدعومة من إيران، وخلفت وراءها قائمة طويلة من الضحايا.
ففي هذا الإطار، حذّرت صحيفة "عكاظ" السعودية من استمرار انتهاكات مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، لكل الأعراف الدولية الداعية إلى حماية المدنيين، وفي مقدمة تلك الانتهاكات الألغام التي زرعتها بالأراضي، وجرفت السيول عددا منها إلى منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن فرق الدفاع المدني أبطلت مفعولها.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المواطنين والمقيمين تأكيدهم أن تلك الألغام دليل واضح على أن المليشيات الحوثية تحترف انتهاك القوانين الدولية واستهداف المدنيين وكل من يقف ضد مشروعهم التخريبي، موضحين أن هذا العمل الإجرامي لا يصدر إلا من المليشيات الحوثية التي عاثت في الأرض فسادًا.
رصدت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الخميس - عددا من البلاغات والحوادث التي تلقتها الجهات المعنية بالمملكة عن وجود ألغام في عدد من الأودية، وأهمها تعرض عائلة لانفجار لغم أدى إلى وفاة طفل وإصابة طفلين آخرين وامرأة.
وأبرزت "عكاظ" أن فرق الدفاع المدني عثرت على لغم أرضي بأحد الأودية جرفته السيول من اليمن، كما أبطلت لغما آخر في أحد الأودية بالقرب من العارضة، بعد أن انتقلت لموقع الألغام لإبطال مفعولها دون حدوث أي ضرر.
وتُمثّل زراعة الألغام أحد صنوف الاعتداءات المروعة التي تستهدف من خلالها المليشيات الحوثية تعريض حياة أكبر قدر ممكن من السكان للخطر، في جرائم وحشية تظل الأكثر بشاعة وفداحة من سلسلة جرائم المليشيات.
وزرعت مليشيات الحوثي معظم مناطق ومديريات الساحل الغربي، قبل انسحابها منها، بالألغام والعبوات الناسفة والقذائف مختلفة الأحجام والأنواع بشكل كبير.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.
وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.
وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.