التصعيد الحوثي.. إرهابٌ يدفع ثمنه المدنيون
تصر المليشيات الحوثية الموالية لإيران، على السير في طريق التصعيد العسكري، عبر سلسلة من الجرائم التي ترتكبها المليشيات ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، قصفت المنازل والأحياء السكنية في مديرية حيس جنوب الحديدة، ما أدّى إلى إصابة شاب في العقد الثاني من عمره بشظايا ثقيل عيار 23.
مصادر محلية قالت إنّ المليشيات الحوثية استهدفت منازل المواطنين والأحياء السكنية في مديرية حيس بأسلحة من أعيرة 23، و12.7، و14,5، بشكل مكثف.
وأضافت أنّ القصف الحوثي أسفر عن إصابة المواطن محمد يحيى منصر، في العشرينيات من عمره، بجروح في قدمه، نتيجة تعرضه لشظايا سلاح عيار 23.
وأوضحت المصادر أنّ الأهالي نقلوا الشاب الجريح إلى مستشفى حيس لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم.
وتعد هذه الجريمة الثامنة في سجل الجرائم الحوثية في الحديدة خلال أسبوعين، حيث أصيب الأسبوعين الماضيين 7 مواطنين بينهم طفل وامرأتان في ظل صمت وتخاذل أممي.
ميدانيًّا أيضًا، شنّت مليشيا الحوثي الإرهابية، الأربعاء، قصفًا بالقذائف المدفعية على منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة.
وأطلقت المليشيات الحوثية، عدة قذائف مدفعية صوب الفازة بشكل عنيف طيلة الساعات الماضية.
وفتحت مليشيا الحوثي، نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة والأسلحة القناصة باتجاه مزارع المواطنين.
عبّرت هذه الجرائم الحوثية عن استراتيجية تتبعها المليشيات، تجلّت بوضوح في التعامل مع الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي وقفًا لإطلاق النار، حيث ردّت عليها المليشيات بسلسلة متواصلة من الخروقات، وقد أتبعت ذلك بتهديدات نحو مزيدٍ من التصعيد.
التهديدات الحوثية صدرت على لسان الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام فليتة الذي يُنظَر إليه بأنّه وزير الخارجية الفعلي للمليشيات، حيث لوّح للتصعيد العسكري في المرحلة المقبلة في العمليات ضد التحالف العربي.
التلويح الحوثي كرّره القيادي بالمليشيات، وهو المدعو حسين العزي المعيّن نائبًا لوزير خارجية المليشيات، بإشعال المعارك على نطاق واسع، زاعمًا أنّ المليشيات نفد صبرها.
التصريحان الحوثيان يُشيران إلى مرحلة جديدة من دراما الحرب الحوثية، فالمليشيات التي تعتمد على الأكاذيب على صعيد واسع، تهدِّد بمزيدٍ من التصعيد، على الرغم من أنّ تصعيدها العسكري لا يتوقّف على الأرض.
وإذا كانت المليشيات الحوثية قد ارتكبت أكثر من أربعة آلاف للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي في أبريل الماضي، فإنّ اتفاق السويد مثّل الدليل الأكبر في سلسلة الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية من أجل إطالة أمد الحرب.
فالاتفاق الموقع في ديسمبر 2018، خرقته المليشيات الحوثية بأكثر من 15 ألف انتهاك، على الرغم من أنّ هذا المسار نُظِر إليه بأنّه الخطوة في مسار إحلال السلام، إلا أنّ المليشيات الموالية لإيران أفشلت هذا المسار بسبب الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات.
الجانب الآخر من المشهد يتمثّل في التعاطي الأممي مع الوضع الراهن، فالأمم المتحدة من خلال مبعوثها مارتن جريفيث لا يزال ينفّذ استراتيجية "رخوة" لا تُظهِر العين الحمراء للمليشيات الحوثية على جرائمها العديدة، وهو ما يُفشِل أي جهود أممية في هذا الصدد.
ولم تنجح الدعوات العديدة التي أطلقت من أجل استغلال جائحة كورونا من أجل استراحة تحصل عليها الحرب وقد طال انتظارها، حيث تصر المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري المروّع على النحو الذي يعقِّد من المشهد الذي لا يبدو أنّه يحتاج مزيدًا من التعقيد في الوقت الراهن.