استراحة الحرب اليمنية.. حلمٌ طال انتظاره
"أوقفوا الحرب".. رسالة جديدة صدرت عن المجتمع الدولي، لا تثير أي استغراب في التعامل الدولي مع الأزمة اليمنية الراهنة، في وقتٍ تغمض المليشيات الحوثية أعينها عن هذه الدعوات وتلجأ للتصعيد العسكري.
أحدث الدعوات الدولية جاءت على لسان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الذي جدّد الدعوة للأطراف المتحاربة في مناطق الصراع وبينها اليمن لوقف القتال.
وشدد على ضرورة الالتزام الفوري وغير المشروط بالسماح بإمدادات المساعدات والموظفين للوصول إلى المحتاجين.
ولفت المسؤول الأممي إلى أهمية تعليق الحرب؛ لمساعدة الأنظمة والمجتمعات الصحية الهشة بالفعل على التعامل مع "كورونا".
الدعوة الأممية ليست جديدة من نوعها، فكثيرًا ما وجّهت الأمم المتحدة دعوات ومناشدات لوقف إطلاق النار في اليمن، وخيرًا فعل التحالف العربي عندما أعلن مؤخرًا عن هدنة إنسانية لإتاحة الفرصة من أجل مواجهة جائحة كورونا، إلا أنّ المليشيات الحوثية دأبت على خرق هذه الدعوات، عبر سلسلة طويلة من التصعيد العسكري.
وانتهت قبل أيام هدنة إنسانية أعلنها التحالف تضمّنت وقفًا لإطلاق النار لكنّها كانت من جانب واحد، حيث ردّت المليشيات الحوثية عليها بسلسلة متواصلة من الخروقات، وقد أتبعت ذلك بتهديدات نحو مزيدٍ من التصعيد.
التهديدات الحوثية صدرت على لسان الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام فليتة الذي يُنظَر إليه بأنّه وزير الخارجية الفعلي للمليشيات، حيث لوّح للتصعيد العسكري في المرحلة المقبلة في العمليات ضد التحالف العربي.
التلويح الحوثي كرّره القيادي بالمليشيات، وهو المدعو حسين العزي المعيّن نائبًا لوزير خارجية المليشيات، بإشعال المعارك على نطاق واسع، زاعمًا أنّ المليشيات نفد صبرها.
التصريحان الحوثيان يُشيران إلى مرحلة جديدة من دراما الحرب الحوثية، فالمليشيات التي تعتمد على الأكاذيب على صعيد واسع، تهدِّد بمزيدٍ من التصعيد، على الرغم من أنّ تصعيدها العسكري لا يتوقّف على الأرض.
وإذا كانت المليشيات الحوثية قد ارتكبت أكثر من أربعة آلاف للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي في أبريل الماضي، فإنّ اتفاق السويد مثّل الدليل الأكبر في سلسلة الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية من أجل إطالة أمد الحرب.
فالاتفاق الموقع في ديسمبر 2018، خرقته المليشيات الحوثية بأكثر من 15 ألف انتهاك، على الرغم من أنّ هذا المسار نُظِر إليه بأنّه الخطوة في مسار إحلال السلام، إلا أنّ المليشيات الموالية لإيران أفشلت هذا المسار بسبب الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات.
وإزاء التصعيد الحوثي المتواصل ومع إقدام المليشيات على الخيار العسكري دون أن تسمح لأي هدنة إنسانية أن تنجح، فإنّ التحالف العربي يبقى ملتزمًا بالعمل على مكافحة الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران، لا سيّما أنّ هذا الإرهاب يمثّل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي العربي.