قنبلة كورونا تنفجر.. هل يتدخل العالم لإنقاذ أرواح أبرياء اليمن؟

الاثنين 1 يونيو 2020 00:54:00
testus -US

انفجرت قنبلة فيروس كورونا في اليمن بفعل إهمال مليشيات الحوثي وحكومة الشرعية وهو ما جعل الوباء يحصد أرواح المواطنين بنسبة تزيد ثلاثة أضعاف عن معدلات الوفيات الطبيعة في مختلف بلدان العالم، في ظل التكتم على انتشار المرض بين المواطنين في المحافظات التي يسيطر عليها الطرفين، وهو ما ضاعف من نداءات المنظمات الأممية التي شددت على ضرورة التدخل لوقف تدهور الأوضاع الصحية.

ويتساءل العديد من المراقبين حول مدى إمكانية تدخل المجتمع الدولي لإنقاذ أبرياء اليمن من خلال فرض التهدئة لتصبح أمراً واقعاً على الجميع وإرغام الأطراف المختلفة للجلوس على طاولة مفاوضات سياسية لحل الأزمة، والتفرغ لمواجهة الأخطار الصحية الداهمة التي تودي بحياة العشرات يومياً في ظل أوضاع متردية في مختلف مناحي الحياة؟ أم أن الصمت والنداءات الفارغة ستكون سيدة الموقف في ظل فشل الأمم المتحدة في الوصول إلى تسوية سياسية في البلاد؟

ولا يعول الكثير من السياسيين كثيراً على تدخلات المنظمات الأممية والتي سوف تكتفي ببيانات التحذير والإدانة كأداة ضغط على الأطراف المختلفة من دون أن يكون لها تحركات فاعلة على الأرض تدفع إلى تغيير الموقف الحالي الذي يعلو فيه أصوات طلقات الرصاص ودوي القذائف، من دون أن يكون هناك أي اهتمام بتنفيذ الإجراءات الاحترازية على الأرض، تحديداً في ظل تحكم أطراف إقليمية لا تسعى للسلام في اليمن وتسعى للتوغل من أجل إرضاء رغباتها التوسعية.

وفي المقابل فإن هناك بصيص من الأمل في أن يكون الاهتمام الدولي بمواجهة فيروس كورونا فرصة لأن يكون هناك تكتل دولي ضاغط على إيران والمليشيات الحوثية من أجل حماية أرواح الأبرياء، تحديداً وأن الرأي العام العالمي يولي اهتماماً أكبر بمواجهة انتشار الجائحة العالمية على حساب الصراعات السياسية والعسكرية الضيقة.

كشفت الأمم المتحدة عن ارتفاع معدل الوفيات بفيروس كورونا المستجد في اليمن، نحو ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، داعية إلى توفير المساعدة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في بيان على موقعه، إنه "بعد سبعة أسابيع من الإعلان عن أول حالة كورونا في اليمن في أبريل، ينتشر الفيروس دون رادع ولا يُخفف من حدة المرض في جميع أنحاء البلاد".

وأضاف: "التقارير الأولية من وحدة العناية المركزة تشير إلى أن معدل وفاة الحالات يقارب 20% مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 7%".

ونقل البيان عن منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، "ليز غراندي"، القول، "إن المأساة تتكشف في اليمن دون سعة اختبار كافية، من المستحيل معرفة عدد الأشخاص المتأثرين بدقة"، وتابعت: "ما نعرفه هو أن المستشفيات تضطر إلى إبعاد الناس وهناك نقص في كل شيء".

حذرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، هنرييتا فوري، من أن فيروس كورونا يدفع اليمن إلى الاقتراب أكثر من حافة الانهيار، وشددت في مقطع مصور، بثته اليوم الأحد، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، على التزام يونيسف باستمرار دعمها لليمن في ظل الجائحة.

فيما وصف المكتب المحلي لمفوضية اللاجئين اليوم الأحد، الأزمات الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، وأشار المكتب إلى أن سوء تلك الأزمة مستمد من استمرار الصراع والمرض والانهيار الاقتصادي، وكذلك انهيار المؤسسات والخدمات العامة.

سجلت صنعاء حالات وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ظل التفشي الواسع للوباء في أحياء المدينة ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي التي تواصل التكتم على حجم الكارثة الصحية.

وقال مصدر طبي مطلع لـ"المشهد العربي"، إنه تم تسجيل 16 وفاة في صنعاء بأعراض فيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيراً إلى دفن حالات وفاة بذات الأعراض بدون تسجيلها في ظل فقدان ثقة المواطنين بمليشيا الحوثي.

وأضاف أن الفيروس التاجي يتفشي بشكل واسع وسط إجراءات متراخية من قبل المليشيا التي ترفض فرض حظر التجوال وإغلاق المساجد والأسواق، بالرغم من أنها سجلت خلال اليومين السابقين 62 حالة وفاة.