تحركات دبلوماسية وقرارات خدمية تدعم قوة الجنوب العسكرية بمواجهة الشرعية
تحاول مليشيات الشرعية إرباك المجلس الانتقالي من خلال إرهابها في شبوة وأبين غير أن المجلس فطن جيداً لهذه المحاولات التي جاءت بالتزامن مع اشتعال أزمة كهرباء مفتعلة بالعاصمة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، وهو ما دفع إلى تسريع وتيرة الإجراءات الخدمية والتحركات الدبلوماسية لحصار الشرعية التي لا تجيد سوى لغة الدماء.
منذ أن بدأت المعارك في أبين قبل ثلاثة أسابيع تقريباً لم يوقف الانتقالي من تحركاته الداخلية والخارجية، واستمر في تنفيذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار فيروس كورونا، بجانب تكثيف تحركات الوحدات المحلية للتواصل مباشرة مع المواطنين في المديريات الذين يعانون من شح الخدمات في ظل فساد الشرعية، وتمسك الانتقالي بقرار الإدارة الذاتية الذي أعلن عنه نهاية إبريل الماضي.
وبالتوازي مع تلك التحركات فإن الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي كثف من تحركاته الدبلوماسية التي سعت لفضح إرهاب الشرعية والتأكيد على التزام المجلس باتفاق الرياض باعتباره أول خطوات حل الأزمة سياسياً، وعبًرت زيارة التي مازالت جارية حتى الآن إلى المملكة العربية السعودية عن قوة الجنوب باعتباره طرفاً فاعلاً في المعادلة، وأثبت الانتقالي أنه يدير المعركة العسكرية على الأرض في الداخل ويدعمها بخطوات دبلوماسية في الخارج.
ويرى مراقبون أن الانتقالي احتفظ بزمام المبادرة ولم يظل رد فعل لما تسعى إليه الشرعية، وأن قرار الإدارة الذاتية للجنوب نزل كالصاعقة على الشرعية التي كانت تمنًي النفس بأن تحافظ على تواجدها في الجنوب، وأنها لجأت إلى محاولة اختراق العاصمة عدن كمحاولة أخيرة لإنقاذ الخسائر التي منيت بها منذ أحداث أغسطس الماضي، وأن الانتقالي يقود حصاراً محكماً على الشرعية التي قد تجد نفسها مرغمة مجدداً للعودة إلى اتفاق الرياض الذي رفضت تطبيقه.
وبالتوازي مع ذلك عمل المجلس الانتقالي على حل الأزمات التي اندلعت في المحافظات الجنوبية خلال الأيام الماضية، وتحديداً أزمة الكهرباء التي حضرت بشدة مؤخراً، وفعًل من قرار الإدارة الذاتية بتشكيل لجان متخصصة للتعامل مع الأزمة، في وقت استمرت فيه القوات المسحلة الجنوبية في جهودها العسكرية على جبهات أبين وشبوة.
ونجحت لجنة الإشراف على مؤسسة كهرباء العاصمة عدن، خلال اجتماعها اليوم الاثنين، في إقرار خطوات لإنهاء أزمة انقطاع التيار.
وأعلن عضو اللجنة أحمد سعيد كرامة، التعاقد على طاقة مشتراة عاجلة بقدرة 60 ميجا، بالإضافة إلى شراء تسعة آلاف طن ديزل بشكل فوري، من السوق المحلية،وكشف عن ترقب اللجنة وصول شحنة كبيرة من المحروقات إلى محطات توليد الكهرباء في العاصمة عدن، لافتاً إلى تدشين حملة كبرى للربط المزدوج للتيار الكهربائي (خطين)، لتوفير الفاقد في التيار.
وأعلن استدعاء اللجنة جميع الخبرات والكفاءات من المتقاعدين والمسرحين لكهرباء عدن، للاستفادة من خبراتهم في تحسين المنظومة في عدن، مشيراً إلى أن الاتفاق على تخصيص فرق صيانة على مدار 24 ساعة لصيانة محطات توليد الكهرباء، وتوفير قطع الغيار والزيوت والفلاتر بالتعاون مع مؤسسة كهرباء عدن.
وطمأن بوصول 75% من قطع غيار محطة شاهيناز، و22 مايو، ومولدات كومنز، مؤكدا أن هناك جهود للبحث عن قطع غيار لمحطة المنصورة من حضرموت أو عبر الوكيل.
وبالتوازي مع تلك الجهود استعرض الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال استقباله، اليوم الاثنين، السفير الفرنسي لدى اليمن، كريستيان تيستو، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، تطورات الملفات الأمنية والسياسية والإنسانية.
وبحثا، خلال اللقاء، تطورات الجهود الحثيثة التي ترعاها المملكة العربية السعودية الشقيقة، وشدد الرئيس الزُبيدي على أهمية توحيد الجهود لمواجهة تدهور الوضع الإنساني، وفرض الأمن ومكافحة الإرهاب، مشيداً بالجهود الطبية والإنسانية لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية في مواجهة فيروس كورونا المستجد بالعاصمة عدن والجنوب.
شارك في اللقاء الوفد التفاوضي المرافق لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة الرئاسة رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وعلي الكثيري وعبدالرحمن اليافعي عضوا هيئة رئاسة المجلس، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة.
وميدانياً،أوقعت المقاومة الجنوبية، مساء الأحد، خسائر فادحة في مليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعة، في هجوم بمدينة الخديرة بمديرية لودر في أبين.
استهدفت المقاومة الجنوبية، بحسب مصدر ميداني، تعزيزات المليشيات الإرهابية، في طريقها إلى مدينة شقرة،ونجحت في إعطاب دبابة وإحراق ثلاثة أطقم ترافقها، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من مليشيا الإخوان، وإصابة اثنين آخرين.
وأضاف المصدر أن بقية الأطقم هربت باتجاه معسكر عكد الذي يبعد عن موقع الاستهداف حوالي أربعة كيلو مترات.